وقع الروائي والمدير السابق للمكتبة الوطنية مساء أول أمس بالمكتبة العامة بالأبيار في العاصمة، روايته الصادرة حديثا عن ''دار فايار'' الفرنسية والموسومة ب''غرفة العذراء المدنسة''. وشهدت المكتبة توافدا كبيرا للقراء الذين عبروا عن إعجابهم بالرواية الجديدة التي اختار لها الزاوي في البداية عنوان ''عسسة السرير'' ليغيره بعدها إلى ''غرفة العذراء المدنسة''. واعتبر الزاوي في حديث ل''البلاد'' على هامش اللقاء، أن العنوان الأول لا يناسب مضمون الرواية ولم ينقل الفكرة التي أراد إيصالها، قبل أن يعود للحديث عن مشاهد من الرواية التي تتناول مسألة عراقة الجزائر من حيث العطاء الثقافي لعلمائها ومثقفيها، حيث أن شخصية الأب في الرواية، يقول الزاوي، تريد أن تكون أعظم من شخصية ابن خلدون، فالأب يكن لصاحب ''المقدمة'' مشاعر غيرة شديدة. ويواصل الزاوي حديثه عن ''غرفة العذراء'' قائلا إن هذا الرجل الأب يقع في حب امرأة من بجاية، ومن شدة حبه لها يتعلم لغتها الأمازيغية ويبحث عن مخطوطة القرآن الكريم التي كتبها عثمان ابن عفان ويبدأ في ترجمتها إلى الأمازيغية ويصاب بالحمى ثم تقام ضده فتوى تقضي بإعدامه بسبب ترجمته للقرآن من لغته الأصلية إلى لغة عامة ثم يختطف وتقطع أطرافه. ويواصل محدثنا قائلا إن هذه الحكاية يرويها الابن الشاب ''عيلان'' ذو ال 16 عاما، لامرأة اسمها ''لايا'' يهودية تعرف عليها داخل معسكر إرهابي ووقع في حبها. من جهة أخرى، دافع الزاوي في حديثه إلينا عن ''غرفة العذراء'' وقال إنه لم يرد من خلالها الكتابة عن سنوات الإرهاب وفق الصورة التي تعودنا رؤيتها في الروايات الجزائرية التي تناولت هذا الجانب ''فأنا أردت التركيز على الأمور السرية والخفية للجماعات الإرهابية''. قبل أن يضيف ''أعتقد بأن الرواية تعود إلى حقائق حصلت أو عاشتها المجموعات الإرهابية في الجزائر والعالم العربي''. كما اعتبر محدثنا بأنه لم يرد تمرير أي رسالة من خلال الرواية كونه يؤمن بأن الأدب ليس برسالة ''لست متأكدا من أن الأدب يحمل رسالة ولا أتخيله رسالة توضع في صندوق بريد'' قبل أن يضيف ''أعتقد، وبشكل عفوي أنه لا يجب علينا قراءة الإرهاب كظاهرة قراءة ساذجة، فتلك الجماعات التي تمارس الإرهاب ليست من أشراف القوم بل لها ممارسات تتعارض تماما مع مبادئ الإسلام''. وأكد الزاوي في هذا السياق بأنه أراد القول من خلال الرواية بأن الجزائر لها هذا البعد الحضاري من خلال ابن خلدون الذي كتب مقدمته في تيارت ودرس في بجاية وتلمسان، فهذه الجزائر ''ليست معزولة عن الثقافة العريقة العقلانية القادمة من ابن رشد''، وتوضح الرواية أيضا بأن الجزائري له طريقته الخاصة في احترام المرأة وحبها رغم وصفه بأنه ''متشدد وحاد الطباع وقوي وصعب المراس''، ولكن هذه القوة، يضيف محدثنا ''هي قوة الحياة وليست قوة الاستقالة من الحياة''. على صعيد آخر، اعتبر أمين الزاوي بأنه اختار معالجة موضوع روايته باللغة الفرنسية ليثبت بأن الرواية الجزائرية تستطيع مواصلة مهمتها الحضارية والثقافية للقارئ الفرانكفوني كما أن ''رواية غرفة العذراء تعتبر مقاومة امرأة ورجل، ومقاومة الذاكرة، وقد كتبتها وأنا في حالة قلق كبير وأردت من خلالها مواصلة قلقي حول ما يروج عن الجزائري من أفكار خاطئة.. فالجزائري سوي اتجاه المرأة والدين'' قبل أن يضيف بأن العذرية في الرواية هي العذرية السياسية للجزائر من خلال شخصية ''الأم'' و''الخالة'' كما أنها عذرية البحث عن الجديد، على حد تعبيره.