علي.م أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس السبت، أن ترسيخ مكانة المرأة في المجتمع يشكل ''إحدى أولوياتنا'' تعزيزا لما أنجز منذ سنوات في مجالات التربية والتكوين والخدمات الاجتماعية والمشاركة السياسية والاقتصادية دون تفرقة أو تمييز. وأبرز الرئيس بوتفليقة في كلمة، قرأها نيابة عنه السيد محمد علي بوغازي مستشار لدى رئاسة الجمهورية خلال افتتاح الندوة الوطنية الثانية حول ''تكوين ومرافقة النساء من أجل التطور الاقتصادي والاجتماعي''، أبرز أن ''الحق في التعليم والتكوين يمثل أساس ممارسة باقي الحقوق''. وأضاف أن ''مما يجب أن يستقر في الأذهان أن التعليم والتكوين أداة تعزز المساواة بين الجنسين وتساهم في الاستقرار والتماسك الاجتماعي ومكافحة كل أشكال التطرف وتمكن الفئات الهشة من مواجهة التغيير وامتلاك زمام أمورها لممارسة حق المواطنة ممارسة كاملة''. ولإزالة العقبات التي تعيق مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، حث رئيس الدولة على ''تعزيز عملية التكوين لفائدة المرأة وتطوير الآليات المتخذة وفق احتياجاتها والتزاماتها وكذا مستواها التعليمي، بما يمكن كل النساء من تحصيل المعرفة والتربية والتكوين وتحضيرها لخوض معترك الحياة المهنية مستقبلا''. وأكد الرئيس بوتفليقة ''الإرادة السياسية للدولة في التكفل بانشغالات المرأة والاستجابة لتطلعاتها''، مشيرا إلى أنه ''لعل أهم هذه الانشغالات تلك المتعلقة بضرورة إيجاد ووضع ترتيبات عملية تسمح لها بتحقيق مشروعها المهني وتمنحها فرص النجاح والترقية الاجتماعية المرجوة''. وذكّر رئيس الجمهورية بأن ''الجزائر كانت سباقة لتكريس مبدأ المساواة بين المرأة والرجل وترسيخ مكانة المرأة في المجتمع بتمكينها من المشاركة في الحياة العامة والوصول بها إلى مركز صنع القرار''. بهذا فإن المرأة ''تستفيد كما قال رئيس الدولة مثل الرجل من نفس الامتيازات لدعم وتمويل مشروعها المهني وكذا من مختلف البرامج التي تم وضعها على المستويين الجهوي أو القطاعي عبر أجهزة دعم التشغيل وبرامج إنعاش الاقتصاد الوطني''. كما أكد أنه من واجب الدولة أيضا ''تشجيع المرأة الماكثة في البيت والمرأة في الوسط الريفي على وجه الخصوص اللائي يعملن على خلق خلايا إنتاج تشكل المؤسسة العائلية المصغرة وهذا بواسطة وضع شبكة لتنشيط الإعلام الجواري وتفعيل الأجهزة الموجهة لصالحهن، والسماح لهنّ بالاستفادة من مجمل الإجراءات المتخذة من طرف الدولة في مجالات التكوين والمرافقة والدعم''. وفي هذا السياق أشار الرئيس بوتفليقة إلى أن المرأة الجزائرية ''أثبتت دوما وفي كل الظروف أنها على أتم الاستعداد للتضحية وتخطي الصعاب ورفع التحديات مهما كلفها ذلك، وفرضت نفسها في الحياة العامة بتحقيق نجاحات باهرة في مسيرتها التعليمية التي بفضلها اعتلت مثلها مثل الرجل المناصب السامية والعليا بما تكفله النصوص التشريعية التي تسهر على حماية حقوقها وفي مقدمتها الدستور''. وأكد أن ذلك من ''دواعي تكريسنا لها الحقوق كاملة خاصة التمثيل الفعلي في الهيئات السياسية حتى تشارك في تسيير الشؤون الوطنية مشاركة حقة''. وبخصوص ما تضمنه التعديل الدستوري الأخير بخصوص المرأة قال رئيس الدولة ''هو اعتراف منا بقيمة المرأة ويعكس حرصنا الشديد على منحها المكانة المستحقة واللائقة بها في المجتمع الجزائري''.