وجه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، تعليمات للحكومة ووزارة التكوين والتعليم المهنيين لإعادة النظر في الاجراءات التحفيزية الموجهة للمتربصين، قصد إضفاء الجاذبية على القطاع، داعيا الشباب إلى المشاركة بفاعلية في برنامج التنمية الذي شرعت البلاد في تجسيده· وأمر الرئيس بوتفليقة في كلمة وجهها الى المشاركين في الندوة الوطنية الأولى حول السياسية القطاعية للتكفل بالشبيبة، وقرأها نيابة عنه المستشار بالرئاسة، السيد علي بوغازي، وزارة التكوين باعتماد اجراءات تحفيزية فيما يتعلق بالمنح والأجور المقدمة للمتربصين، ومراجعة جهاز التكوين والإنتاج بغرض السماح للشباب من الاستفادة مما يصنعونه اثناء فترة التكوين وأبرز أن التوجه نحو اعتماد هذه التحفيزات سيمكن من جعل قطاع التكوين أكثر استقطابا للمتربصين، خاصة وأن التكوين يمثل أحد أهم الركائز لتحقيق التنمية في البلاد كونه يوفر اليد العاملة المؤهلة· ولما سئل وزير التعليم والتكوين المهنيين السيد الهادي خالدي حول الموضوع والاجراءات التي تتخذ علي ضوء توجيهات الرئيس بوتفليقة، قال أن الرفع من المنحة المخصصة اليوم للمتربصين أصبح قرارا فصل فيه القاضي الأول في البلاد· وإن لم يكشف عن حجم الزيادة التي سوف تعتمد أو تاريخ تطبيقه، إلا أنه أكد وجود مرسوم تنفيذي في هذا الشأن تم إيداعه على مستوى الأمانة العامة للحكومة، وتوقع أن تتم دراسته في الأيام القادمة بغرض تطبيق تعليمات الرئيس· وفي سياق العمل من أجل تمكين قطاع التكوين من المساهمة في مسيرة التنمية، شدد الرئيس بوتفليقة في كلمته على إلزامية "تكييف آليات تشجيع التشغيل الموجهة للشباب وإعمالها بكل شفافية في سبيل ضمان إدماج الشباب مهنيا واجتماعيا سيما وأن هذه الآليات تساهم في تعزيز النشاط الاقتصادي"· ومن جهة أخرى؛ دعا الرئيس بوتفليقة الشباب إلى الاضطلاع بدور مؤثر في العملية التنموية التي تخوضها البلاد، وإلى الالتزام بنظام يجعل "منهم عناصر فعالة في مسار التغيير" وأوضح أن الشباب يقع على عاتقه الاستعداد لرفع التحديات المفروضة على الجزائر بفعل العولمة وذلك عن طريق التسلح بالمؤهلات والمهارات المطابقة للمعايير الدولية· وبعد أن ذكر رئيس الجمهورية بالمآسي التي عانى منها الشباب الجزائري خلال العشرية السوداء، قال إن سياسة المصالحة الوطنية كان من بين فوائدها فتح الآفاق أمام الشبيبة التي بدأت تستعيد الثقة في مستقبلها، وأضاف أن سياسة المصالحة وفرت أيضا الشروط الملائمة التي تتيح لفئة الشباب فرص التفتح "في مجتمع تمكن في نهاية المطاف من استرجاع استقراره"· وإذ سجل القاضي الأول في البلاد تحقيق نتائج ايجابية في مجال بناء المنشآت القاعدية وتوفير التجهيزات الموجهة للتمدرس والتكوين، إلا أنه أشار الى أن هناك العدد من المشاكل لاتزال تنتظر حلولا وبخاصة مشكل الشغل "الذي يؤدي لا محالة إلى ظهور آفات الجنوح والعنف والتسلل الى ديار الغربة"، وأكد رئيس الجمهورية في هذا السياق أن الدولة شرعت في تنفيذ استراتيجية ترمي الى تمكين الشباب من استعادة الثقة في مستقبلها ومستقبل البلاد، وجعلهم أيضا في منأى عن التأثيرات الضارة ومحاولات الاستغلال "التي وجدت تربة خصبة في مشاعر الاحباط الناجم عن البطالة والتهميش والاقصاء"· وطالب جميع القاطعات المعنية بمعالجة مشاكل الشباب إلى العمل دون هوادة من أجل رفع التحديات، ولاحظ وجود تناقض بين قطاع التكوين وسوق الشغل، وأوضح أن الاستثمارات المعتمدة من طرف الدولة لضمان التكوين "لاتثمن بالقدر الكافي مادامت سوق الشغل ماتزال تعرض علينا وضعاً متناقضا إذ نجد من جهة العديد من ذوي الشهادات يعانون البطالة ومن جهة أخرى هناك قطاعات نشاط تواجه عجزاً في اليد العاملة المؤهلة في المهن التي هي محل طلب كبير"· وبالنسبة للرئيس بوتفليقة، فإن هذا الواقع يجب معالجته في أقرب الآجال من خلال اتخاذ إجراءات عملية·