أوردغان تركيا الذي صفع شمعون بيزيز الإسرائيلي في واقعة دافوس في انتفاضة لكرامة كانت من أجل تركيا قبل أن تكون من أجل أطفال ودماء غزة، والذي عرى موقفه جامعة الدول ''العبرية'' أو العربية بمعية ساحرها عمرو موسى، أوردغان ذلك، إعادة الكرّة مع الذئاب في وادهم أو ''وأدهم'' اليهودي، وانتفض في وجه المارد الإسرائيلي ليثبت لأم الدنيا سواء كانت مصر أو السعودية أنه لا أب لهذه الدنيا إلا مواقف ورجولة هي مقياس الأمومة والأبوة والتميز، أما ما عداها فهو ترويج إعلامي لأصنام سميتموها أنتم وآباكم... نتنياهو الذي يتسابق أعراب مصر وعربان الخليج على تقبيل أقدامه في تطبيق لفتوى الرضاعة والقبل المباحة، اضطر أمام ثورة الأوردغان التركي أن يعتذر كتابيا وشفاهيا وأن يقف في الطابور لكي ينتظر الرد التركي عن قبول الاعتذار من عدمه، فقط لأنه وجد في الضفة الأخرى أن ''تركيا'' أكبر من أن يتطاول على كرامتها أيا كان ومهما كان.. إسرائيل التي كانت تطالب بوقف فيلم ''واد الذئاب'' التركي وجدت نفسها في مهلة أربع وعشرين ساعة مطأطئة الرأس خوفا من مغادرة السفير التركي لأرض الميعاد مع حلول موعد الخميس كآخر أجل أعطاه أوردغان لمن أهان السفير وحتى الغفير التركي. ولأن لاعتذار كان واضحا، فإن أردوغان الذي عرّى اليهود، عرانا نحن كذلك بعدما برهن لنا على أن كرامة الوطن ليست مقابلة كرة تتسبب في سحب سفير ولكن ''أنف'' يرفض أن يداس ولو كانت القدم قدم أمريكا أو إسرائيل ذاتهما.. فلله درّك يارجب فقد عشنا رجبا ورأينا منك عجبا..؟