أرجعت وسائل إعلام فرنسية سبب إلغاء زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للجزائر، إلى التحفظ الذي أبدته هذه الأخيرة، على خلفية قبول باريس اعتماد ''القائمة السوداء'' للولايات المتحدةالأمريكية، التي تضع الجزائر ضمن قائمة 14 دولة يخضع رعاياها لمراقبة أمنية خاصة في المطارات الدولية. واعتبرت جريدة لوفيغارو الفرنسية في موقعها على الانترنت، أمس، أن رفض الجزائر زيارة وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير جعلت العلاقات الثنائية بين البلدين ''تأخذ منعطفا نحو الأسوأ ''على حد وصفها. وتحدثت الجريدة عن وجود فتور سابق في العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وباريس زاده الموقف الأخير لإدارة ساركوزي برودة. ورغم أن الجزائر كانت قد احتجت دبلوماسيا على قرار وضع مواطنيها ضمن هذه القائمة واصفة إياه بالعنصري، إلا أن وزير الخارجية مراد مدلسي أرجع أسباب إلغاء زيارة كوشنر التي كانت مبرمجة بداية الشهر المقبل إلى قضية الإهانة التي يتعرض لها الرعايا الجزائريين وملفات الاعتراف بالجرائم وتعويض ضحايا. ولم يشر مراد مدلسي في خرجاته الإعلامية الأخيرة إلى أن قرار إلغاء الزيارة يتعلق بالقرار الأمريكي الأخير، وكان مبرمجا في اللقاء الملغى بحث وسائل حوارية جديدة حول العلاقات الفرنسية الجزائرية المتدهورة منذ حوالي خمس سنوات على الأقل، ما يتصادف مع القانون الفرنسي المثير لغضب المستعمرات الفرنسية السابقة وهو قانون يمجد الاستعمار الفرنسي في إفريقيا بالأخص، ويثير أعصاب الأسرة الثورية في الجزائر، وهي أسرة نادت وتنادي بالاعتراف والاعتذار عن الجرائم اللاإنسانية للجيش الفرنسي إبان الثورة التحريرية. وكان من المقرر أن يتوجه كوشنير لإجراء محادثات مع نظيره الجزائري مراد مدلسي، وأحد الأهداف وراء الاجتماع كان تسوية شقاق ناجم عن إلغاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقه بشكل مفاجئ زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى فرنسا العام الماضي للقاء الرئيس نيكولا ساركوزي.