جنايات العاصمة تؤجل القضية بسب انسحاب دفاع المتهم أجلت أمس المحكمة الجنائية بمجلس قضاء العاصمة، النظر في قضية الإرهابي الانتحاري الذي حاول تحويل طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية إلى جزيرة "تينيريف" الإسبانية بعدما كانت متجهة من مطار هواري بومدين إلى مدينة تندوف، ويعود سبب التأجيل إلى انسحاب دفاع المتهم بعد دخوله إلى قاعة الجلسات وانتظار بداية الجلسة. وحسب دفاع المتهم فإن سبب الانسحاب يعود إلى عدم قيام النيابة بواجبها بإبلاغ الدفاع عن سبب تأخير افتتاح الجلسة والذي كان لعدم إحضار المتهم من المؤسسة العقابية المتواجد بها، حيث أمرت النيابة بإحضاره من مؤسسة "سركاجي" التي لم يكن بها وإنما تم إيداعه بالمؤسسة العقابية بالحراش، ليتم تدارك الأمر بعد ذلك ومن ثم إحضار المتهم بعد انتظار الدفاع ساعتين من الزمن دون إعلامه بسبب التأخير، الشيء الذي اعتبره هذا الأخير تهميشا لموكله. وتعود تفاصيل القضية التي تم تأجيلها إلى الدورة الجنائية المقبلة، إلى 11 مارس من عام 2008 حيث قام المتهم "خ. عبد الحق" (50 سنة ) بتهديد طاقم طائرة من نوع بوينغ 737 /800 تابعة للخطوط الجوية الجزائرية كانت متجهة من مطار هواري بومدين إلى مدينة تندوف بحزام ناسف اتضح انه عبارة عن خيوط كهربائية ملفوفة بمادة التمر (الغرس) وبيده جهاز تحكم عن بعد، حيث تقدم المتهم إلى إحدى المضيفات التي تقدمت أمس كطرف مدني في القضية وقام بتسليمها رسالة طلب منها أن تسلمها إلى قائد الطائرة، إلا أن رئيس المضيفين قام بفتح تلك الرسالة ووجد عليها عبارة مكتوبة باللغتين العربية والفرنسية موقعة باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، فحواها أمر بتحويل الطائرة إلى جزر "تينيريف" وإلا فسيفجر المتهم أو الانتحاري نفسه باستخدام حزامه الناسف والذي يحوي على 15 كلغ من المتفجرات باعتباره انتحاريا تابعا لما يسمى ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".. وبعد 25 دقيقة من المفوضات في الطائرة بين المضيفين والمتهم وافق الانتحاري على نزول الركاب ليبقى وحده، لتتمكن مصالح الأمن من القبض عليه وبعد تفتيشه اتضح أن الحزام الناسف كان عبارة عن صفائح تمر من وزن 1 كلغ تم صنعها بدقة على شكل متفجرات مربوطة بخيوط كهربائية، كما عثر بحوزته مسدسين بلاستكيين ورسالة تهديد. وصرح المتهم أمام مصالح الأمن انه مبعوث من "القاعدة" ثم تراجع في أقواله.. مصرحا انه خطط للعملية لوحده شهر فيفري 2008 وانه اختار 11 مارس ليلفت أنظار العالم وذلك نسبة إلى تفجيرات 11 سبتمبر، وانه قام بالعملية لكي يذهب إلى اسبانيا لطلب اللجوء السياسي وانه انتحل شخصية ابن عمه وهو الاسم الوارد في القضايا التي تمت متابعته بها في ألمانيا، بريطانيا والنرويج التي تم طرده منها بسبب ذلك. كما كشف التحقيق أن المتهم وجه عدة رسائل تهديد إلى شخصيات عدة منها نور الدين يزيد زرهوني وزير الداخلية والجماعات المحلية، وكذا المدير العام للأمن الوطني علي تونسي وموظف الشرطة بالحراش ومحاميته التي حضرت جلسة أمس كطرف مدني والتي وجه لها المتهم 8 رسائل تهديد، إلا أن جلسة أمس شهدت غياب باقي الأطراف المدنية رغم ذكرهم من قبل المتهم في القضية وفي كل تصريحاته عبر مراحل التحقيق باستثناء المحامية ومضيفة الطائرة ورئيس المضيفين اللذين كانا أثناء وقائع القضية.