أويحيى العجيب، يتحف معاشر المتفرجين بأنه قرر أن يقتني للحكومة ''مرصدا'' أو كاشفا إشعاعيا على شاكلة كاشف أمريكا في مطاراتها، وذلك من أجل حماية ''ضرع'' علي بابا من سطوة الأربعين أو الألف حرامي، والفكرة في حد ذاتها رائعة، فالحكومة بقرارها الراصد هذا أثبتت مما لا يدع مجالا للشك أن فساد إطاراتها لم يعد يحتاج إلى مجهر يكشفه، بل يحتاج إلى مرصد يرصده.. فهو موجود.. ومتوفر لمن أراد مجاهرة بالحق.. فكرة المراصد..فكرة رسمية قديمة، انتقلت من عالم الفضاء . حيث رصد النجوم، إلى نجومية ''البطاطا'' في عهد بركات حينما كان وزيرا فلاحيا فأنشأ لها مرصدا، مرورا ببن بوزيد التربية وحكاية لنا في كل موسم مرصد ''تغبويا''، لتكون الخاتمة مرصد أويحيى المختص في رصد تحركات الفساد والمفسدين، وأهلا بك يا وطن المراصد في زمن المفاسد ''المدبرة''..كان يمكن أن نعتبر غزوة ''المرصد'' فتحا ومنهجا علميا لمواكبة رصد الظواهر تكنولوجيا، لكن ولأن واقعة إنشاء المراصد سبقتها واقعة اقتناء سيف الحجاج لقطع رؤوس كنا نظنها لا تحتاج لرصد ولا راصد، فإن الأمر اختلف وجانب المنطق، فمن أخرج سيفا كسيف الحجاج وتراقص به في شتى الأعراس، ليعيده إلى غمده دون أن يسقط ولو عنق ''عصفور'' لا يمكن أن نتوقع من ''مرصده'' أن يفعل شيئا، فإذا ما عقم سيف الحجاج، فإن المراصد والمجاهر ستبقى مجرد صور ضوئية لوضعيات مكشوفة تعري سلطة أهانت الحجاج وسيفه..