رغم أن المسؤولين في نظام مبارك اشترطوا عودة سفيرهم بالجزائر باعتذار رسمي من بوتفليقة على ما بدر من ''البرابرة الجزائريين في السودان'' وإلا، فإن السفير المصري سيبقى في القاهرة، إلا أن الرأي العام في الجزائر تفاجأ ءأمس بعودة السفير ''سيف النصر'' لمزاولة مهامه بصورة طبيعية ''وكأن شيئا لم يكن''، فما الذي حصل: هل اعتذرت الجزائر سرا، أم أن نظام مبارك تأكد له أنه أقل من أن تعتذر له جزائر الشهداء، فقرر الإذعان للأمر الواقع، أخيرا؟! عاد إلى الجزائر أمس، السفير المصري بالجزائر، عبد العزيز سيف النصر لاستئناف عمله بعدما بقي في مصر 77 يوما، وكان في استقباله في القاعة الشرفية بمطار الجزائر الدولي القائم بالأعمال في السفارة المصرية هشام عبدالوهاب وعدد من كبار موظفي السفارة المصرية. وكانت الخارجية المصرية قد استدعت سفيرها يوم 21 نوفمبر الماضي للتشاور على خلفية الادعات المصرية بعد خسارة منتخب الفراعنة في المباراة الفاصلة مع المنتخب الوطني في السودان، حيث لم يجد نظام مبارك من مبرر-آنذاك- بعد تلك الانتكاسة سوى ''استرجاع الكرامة المهدورة'' من الجزائريين، ورفعت مصر بعد ذلك من سقف مطالبها منتهجة سياسة للاستهلاك الداخلي، مفاده'' اشتراط، تقديم الجزائر لاعتذارات رسمية وتعويض مادي لما سمته بالخسائر المعتبرة التي لحقت الممتلكات المصرية بالجزائر، بسبب هجوم مناصري المنتخب الوطني على مقرات الشركات المصرية، وفي حالة رفض ذلك فلن يعود السفير المصري''. وتجدر الإشارة، إلى أن السلطات الجزائرية تمسكت بعدم الرد على التصريحات المصرية، ولم تستدع سفيرها بالقاهرة، عبد القادر حجار، إلا أنه بعد التصعيد الذي عرفته العلاقات بين البلدين، عاد السفير الجزائريبالقاهرة عبد القادر حجار إلى الجزائر ''في إجازة عائلية''، ولم يكن لمصر ما أرادت فلم تحصل على أي اعتذار. يذكر أن السفير الجزائري عبد القادر حجار قد عاد لمزاولة مهامه بالعاصمة القاهرة في 24 جانفي الماضي.