فتحت نقابتا ممارسي الصحة العمومية والممارسين الأخصائيين النار على الوزير الأول أحمد أويحيى، بعد تصريحاته الأخيرة التي قال خلالها إن النقابات المضربة مستغلة من قبل أحزاب المعارضة، متهمة إياه ب''محاولة تغليط الرأي العام الوطني وموظفي القطاع''، مقابل ذلك أكدتا رفضهما للدعوة الخاصة بمناقشة ملف المنح والتعويضات شكلا ومضمونا. هذا وانتقد كل من الدكتور يوسفي، رئيس نقابة الأطباء الأخصائيين والدكتور الياس مرابط، رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، التصريحات التي أدلى بها الوزير الأول أحمد أويحيى التي قال خلالها إن إضراب نقابات الصحة تحركه المعارضة، واصفة اياها ب''الاستفزازية''. وقال مرابط إن الممارسين نظيفين مثل مآزرهم البيضاء ولا تحركهم إلا الوضعية المهينة للقطاع بعيدا عن كل طرف سياسي من داخل أو خارج المعارضة. وتساءل المتحدث عن ما سيقوله أويحيى بشأن نواب أحزاب التحالف الرئاسي ممثلين في حزبي حمس والأفلان الذين شارك ممثلي كتلهم البرلمانية في المسيرة الاحتجاجية للأطباء الأربعاء الماضي، وهو الشأن بالنسبة لرئيس المجلس الوطني الاستشاري لحماية وترقية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني، الذي أكد مساندته للمطالب الشرعية لممارسي الصحة بكل فئاتهم، فهل كل هؤلاء تم استغلالهم من قبل أحزاب المعارضة مثلما يدّعيه أويحيى. وأضاف ما قاله الوزير أويحيى في هذا النقاش بعيد تماما عن اهتمامات الأطباء المتمثلة في القانون الأساسي ونظام التعويضات، وقال مرابط في هذا الشأن ''إن كان أويحيى يريد التأكد من نوايانا فما عليه إلا استقبالنا أو أن يعطي الدليل على استغلالنا من قبل المعارضة السياسية'' وتحدى أويحيى أن يقوم بتلبية مطالب الأطباء التي سيقابلها الوقف الفوري للحركة الاحتجاجية نشاطنا أنظف من المآزر البيضاء التي نرتديها وهو نفس ما ذهب إليه الدكتور يوسفي الذي دعا الوزير الأول إلى التوقف عن المساس وإهانة الإطارات الجزائرية قائلا ''على أويحيى أن يعلم أن نشاطنا كممارسين أنظف من المآزر البيضاء التي نرتديها''، مؤكدا أنه على الوزير الأول تصحيح التناقضات التي وقع فيها، خاصة فيما يخص تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية التي الزم فيها الجهاز التنفيذي بإشراك النخبة في اتخاذ القرارات التي تهم جميع القطاعات. وفيما يخص مصير الحركة الاحتجاجية، أكد مرابط أن الأطباء مصرين على مواصلة خيار التصعيد مع الاستمرار في ضمان الحد الأدنى من الخدمات، حيث سيتم تنظيم اعتصام للأطباء، الأربعاء المقبل، أمام مقر وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إلى جانب اعتصامات أخرى في كل من قسنطينة، وهران وعنابة متبوعة بمسيرات نحو مقرات الولاية. علما أن النقابتين تلقتا دعوة من طرف الوزارة الوصية لمباشرة المفاوضات حول نظام المنح والتعويضات وأشار كل من مرابط ويوسفي في هذا الشأن إلى أن الدعوة مرفوضة شكلا ومضمونا من قبل النقابتين اللتين تؤكدان أنه على مصالح بركات أولا عقد اجتماع الصلح لتوضيح الأمور وتوقيف الاحتجاج، ثم الخوض في نظام التعويضات والمطالب الأخرى.