تعاني بلدية بلوزداد بالعاصمة من مشكل هشاشة بناياتها التي يعود تاريخ إنشائها إلى العهد الاستعماري وحاليا أصبح عددا كبيرا منها غير صالحة للسكن، كونها آيلة للانهيار في أي لحظة وهي تنبئ بكارثة إن لم تعمل السلطات المحلية والولائية على إيجاد حل للسكان المعنيين في أقرب الآجال. ''العمارة ستنهار فوق رؤوسنا في أي لحظة ونحن نعيش في خوف دائم ننتظر وعود السلطات المحلية التي لا تزال قائمة دون تجسيد''.. هذه العبارة التي قالها أغلب سكان العمارة الذين تحدثنا إليهم حيث أكدوا أنهم يعيشون معاناة حقيقية منذ سنوات عديدة نتيجة هشاشة البناية التي تشهد تشققات وتصدعات خطيرة على مستوى الجدران والأسقف التي تسمح بتسرب مياه الأمطار إلى داخل السكنات وكأنهم في العراء، حسب ما قاله السكان فطوال فصل الشتاء وهم يسعون إلى حماية أفراد العائلة خاصة الأطفال منهم من المياه التي تتقاطر فوقهم وفوق أثاثهم الذي تضرر كثيرا فالرطوبة العالية تسببت لهم في أمراض تنفسية خطيرة مثل الربو والحساسية والأكثر عرضة لذلك الأطفال، فمن خلال دخولنا إلى بعض الشقق لاحظنا حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء السكان نتيجة تضررها وضيقها فهناك عائلات تعيش في غرفة واحدة لا تسع لشخصين ومطبخ في حالة جد متقدمة من الاهتراء ودليل ذلك وجود ثقب كبير على مستوى الأرضية مغطى بواسطة الخشب. وحسب ربة البيت، فإنها نجت من الموت بأعجوبة كون تلك الأرضية انهارت وهي واقفة بالمكان ولحسن حظها لم تصب سوى بجروح على مستوى الرأس والظهر، ونتيجة ذلك فهم يعيشون في خوف دائم خاصة وأن الأمطار والرياح تتسبب في كل مرة في انهيار أجزاء من الشرفات وبالتالي فهي تشكل خطرا على المارة كما تتسبب كذلك في اهتزازها وكأنه زلزال. بالإضافة إلى ذلك، يشتكي سكان العمارة من وضعية قنوات الصرف الصحي المتضررة. وحسب ما قالته السيدة التي تسكن بالطابق الأرضي، فإن المياه القذرة تغمر سكناتهم بمجرد امتلاء قناة تجمعها الكائنة بوسط فنائها وهي مغطاة بعجلات وهذا ما يشكل خطرا على أطفالهم لاحتمال سقوطهم. من جهة أخرى، يقول سكان البناية إن المصالح التقنية لبلدية بلوزداد صنفت العمارة في الخانة الحمراء بعد زلزال 21 ماي 2003 الذي زاد من حدة تضررها، وبالتالي فهم في كل مرة يعاينون سكناتهم لكن دون نتيجة، ويتلقون وعودا بترحيلهم إلى سكنات أخرى في كل شهر لكن مرت الأشهر والسنوات دون ذلك وبقيت الوعود مجرد كلام لا أساس له من الصحة ولا زالوا يعيشون على أمل ذلك.