انفجر أمس الوضع على نحو غير مسبوق في بلدية وادي الفضة، شرق عاصمة الولاية الشلف، في أعقاب خروج عدد كبير من سكان منطقة بئر صفصاف إلى الشارع واقدامهم على قطع الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين وادي الفضة والعطاف التابعة لولاية عين الدفلى. المحتجون أقدموا على حرق سيارتين نفعيتين مركونتين على حافة الطريق الوطني، حيث تحولتا إلى كومة من الرماد، تعود مكليتهما -حسب أقوال المواطنين-لشخصين اعتادا ارتياد موقع الخمور في غابات بئر صفصاف، التي تحولت -حسب تصريحات المحتجين- إلى أوكار حقيقية للخمور والمخدرات يقصدها غرباء عن المنطقة المحافظة على تقاليدها ودينها الإسلامي. موجة الغضب هذه ما لبثت أن هدأت حتى تحولت إلى ما يشبه انتفاضة شعبية تنديدا بتفاقم الوضع المعيشي لسكان المنطقة، احتجاجا على الضروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشتنها مثل أزمة مياه الشرب، اهتراء قنوات الصرف الصحي، التهيئة العمرانية. الشباب المحتج عبر عن تذمره من تجاوزات اصحاب المحاجر في المنطقة منذ ازيد من 25 يوما، حسب تصريحات المحتجين ل ''البلاد'' التي تابعت الوضع المشحون بالغضب الشعبي عن كثب. وحسب شهود عيان، فإن الحركة الاحتجاجية انطلقت بعد صلاة المغرب من يوم الاثنين على خلفية تجاهل السلطات المحلية لوادي الفضة بما فيهم أعضاء المجلس البلدي لمطالبهم المشروعة، حسبهم، وهو ما دفعهم إلى تحريك الغضب عبر قطع الطريق الوطني رقم 04 و مطالبتم بقدوم والي الشلف لسماع مطالبهم مقابل عودة الوضع إلى ماكان عليه، ما استدعى تنقل المير ونائبه الثالث إلى مسرح الاحتجاج، غير أنهما قوبلا بموجة من السخط كادت أن تكلفهما عملية حجز امام حالة الاستياء التي تسري في أوساط مواطني بئر صفصاف، وبدا اصرار الأرمادة الغاضبة على السلطات واضحا بعد معاودتهم الاحتجاج صبيحة امس، حيث استعمل المحتجون المتاريس وجذوع الأشجار وإضرام النيران في العجلات المطاطية على الطريق الوطني رقم 04 تحت رقابة أمنية مشددة بحضور مكثف لفرق مصالح الدرك التي استعانت بخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، إلى غاية قدوم قائد المجموعة الولائية للدرك الذي سارع إلى التحاور مع أعيان المنطقة، واعدا إياهم بإيصال همومهم وانشغالاتهم إلى السلطات الوصية، قبل ان يتكفل بتفريق المتظاهرين واعادة فتح الطريق الوطني المذكور الذي تم شله بالكامل.