تم أمس إيداع ستة أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 22 و32 سنة، الحبس المؤقت بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة العطاف بعين الدفلى، مع الإفراج عن 15 آخرين على خلفية الأحداث الأليمة التي كانت مسرحا لها منطقة بئر صفصاف شرق بلدية وادي الفضة، 25 كلم عن عاصمة ولاية الشلف. علما أنه تم اعتقال 21 شخصا لحظة اندلاع أعمال الشغب التي طالت الشوارع وممتلكات أشخاص في المنطقة. واستنادا إلى المصدر نفسه فإن الأشخاص الذين أودعوا الحبس المؤقت وجهت إليهم تهم من العيار الثقيل تتعلق بالإخلال بالنظام العام، التجمهر غير المرخص به مع تعطيل مصالح المواطنين في أعقاب قطع الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين وادي الفضة والجزائر العاصمة. وبدا محيط محكمة العطاف في حالة طوارئ قصوى بعدما سارعت قوات الأمن إلى تشديد الحصار منذ الصبيحة مخافة انزلاق الوضع من جديد، إثر تدفق أهالي وعائلات الموقوفين على المحكمة. تعود تفاصيل الأحداث إلى يوم الاثنين الماضي عقب تجمهر سكان بئر صفصاف في خرجة غير مسبوقة عبر الطريق الوطني المذكور احتجاجا على صمت المسؤولين المحليين إزاء مشاكلهم الاجتماعية، كما هو الحال لأزمة نضوب الماء لمدة تزيد على شهر كامل والسكن الريفي، ناهيك عن التحسين الحضري، الغاز الطبيعي واهتراء قنوات الصرف الصحي، إضافة إلى تفشي ظواهر غير أخلاقية في الغابات المحاذية للمنطقة. ولم تخمد نيران الغضب الشعبي التي اندلعت في المنطقة على مدار يومين كاملين، إلا بتنقل رئيس ديوان والي الشلف مرفوقا بقائد الدرك الطيب عمور، حيث نجحا في تفريق المتظاهرين مقابل تقديم وعود إلى أعيان المنطقة من أجل التكفل بها في أقرب وقت ممكن.