بالرغم من شساعة مدينة المسيلة التي يقطن بها أزيد من 170 ألف نسمة، واحتوائها على عدد كبير من المساحات الخضراء، التي سرعان ما بدأت تتناقص بفعل سوء التسيير وإقدام مسؤولي الوكالة العقارية على تحويل عدد منها إلى وعاء عقاري وتجمعات سكانية. عدم العناية بالمساحات الحالية، كصيانتها والاهتمام بها، مادام أنها تعتبر الرئة الوحيدة التي تتنفس بها المدينة، بالنظر إلى التعداد السكاني الكبير المتواجد بعاصمة الولاية، الأمر الذي أدى بعدد من المهتمين بالبيئة والسكان إلى توجيه عتاب وانتقادا شديدا اللهجة إلى السلطات المحلية وعلى رأسها المجلس الشعبي البلدي، بسبب التقصير الكبير والوضعية الكارثية التي تتواجد عليها تلك المساحات. وحسب عدد من المهتمين بالمجال البيئي والذين التقينا بهم، فإن الاهتمام والعناية بالمساحات الخضراء المتواجدة بالمدينة، تعتبر من أخر اهتمامات المسؤولين والمنتخبين، الذين وفي حالة اهتمامهم بها، فإنهم يقومون سوى بتنظيفها في بعض الأحيان، أو صيانة عدد منها وبطريقة تشوه صورتها الحقيقية، وضربوا مثالا حيا على ذلك، بعدد من المساحات الخضراء التي تعاني من الإهمال، خاصة المتواجدة بجوار جامعة محمد بوضياف باتجاه الجهة الغربية للمدينة، وعدد منها والتي تقع في الأحياء كحي سهيلي الديلمي المعروف بتسمية إشبيليا الجديدة، هذه الأخيرة وبالرغم من النداءات التي سبق وأن وجهتها الجمعية والقاطنين به إلى مسؤولي المجلس البلدي من أجل إعادة تهيئتها، بعدما حولها الشباب الطائش إلى مكان لترويج المخدرات والسموم، خصوصا في فصل الصيف، حيث تتحول إلى فضاء كبير للمتاجرة بالمخدرات، إلا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود، شأنها شأن الساحة المتواجدة بالقرب من حي 1000 مسكن، التي قامت مؤخرا البلدية بتخصيص غلاف مالي لها وقامت بتهيئتها، وهو الخبر الذي أفرح وأثلج صدور سكان مدينة المسيلة مادام أن الأمر يتعلق بتحويل الساحة المذكورة التي اتخذها الشباب الطائش كمكان مفضل لهم إلى مساحة خضراء تكون بمثابة مكان لائق للجلوس فيها، قبل أن يتفاجأوا بعد نهاية أشغال التهيئة التي انتهت خلال الشهور الفارطة، بتحولها إلى ساحة كبيرة وكأنها ملعب، بعد أن تم كسوتها بالبلاط مع ترك ساحات قليلة للمساحات الخضراء وأشجار قليلة، الأمر الذي لم يعجب هؤلاء المهتمين بالبيئة ومعهم السكان، بعد أن استغربوا لطريقة قيام السلطات المحلية بتهيئة الساحة المذكورة وإهمال الجانب البيئي، بالإضافة إلى قيام منتخبي البلدية بإطلاق حملات تشجير عبر عدد من الأحياء والتجمعات السكانية، إلا أن النقطة السلبية التي تعاب على هؤلاء المنتخبين هي قيامهم بغرس أشجار وتركها تموت، مثلما حدث للأشجار التي تم غرسها بالتجمعات السكانية الجديدة بالجهة الغربية للمدينة، دون الحديث عن مساحات أخرى منتشرة هنا وهناك وبعدة أحياء لم تستفد من أشجار استفادت منها أحياء أخرى محظوظة، مطالبين من والي الولاية الاستنجاد بعدد من المؤسسات والشركات المتخصصة في صيانة المساحات الخضراء، وذلك كله من أجل إعادة الوجه الحقيقي لمدينة المسيلة التي غزاها الإسمنت خلال السنوات الفارطة، بفعل الإهمال وسوء التسيير.