سوء اختيار الأرضية ومرض "السارس" وأزمة مواد البناء وراء التأخر ينتظر أن تسلم الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره بصيغة البيع بالإيجار "عدل" كل مشاريعها قبل نهاية السداسي الأول من سنة 2009 على أن تسلم الحصة الكبرى منها نهاية 2008، مرجعة سبب تأخر آجال التسليم إلى جملة من المشاكل على رأسها سوء اختيار الأرضيات عند بداية المشروع بالإضافة إلى ندرة المواد الأولية للبناء واليد العاملة المؤهلة، في حين وعدت الوكالة المستفيدين من حصة 2196 مسكن بموقع المعالمة بتحويل 940 مستفيدا إلى موقع أولاد فايت "3"· وقد برر مدير الترقية العقارية على مستوى وكالة "عدل" السيد أنيس بوداود أمس التبرير تأخر أشغال ورشات الوكالة خاصة في العاصمة مرجعا ذلك تارة لغياب تنظيم سوق مواد البناء وتارة أخرى لنوعية العقار في الوقت الذي صنف مرض سارس الذي ضرب الصين السنوات الفارطة سبباً رئيسيا لتأخر الأشغال بعد عجز الشركات الصينية عن توفير اليد العاملة المؤهلة· وصرح السيد بوداود في لقاء "منتدى البهجة" أمس أن الوكالة وجدت نفسها أمام تحديات منذ بداية عملها سنة 2001 حيث لم تتلاءم أرضيات المواقع المختارة مع المقاييس التقنية للبناء وهو ما شكل عائقا وتكاليف إضافية على المؤسسات المختارة لتشييد 55 ألف وحدة سكنية· فقد وقف وزير القطاع حسب المتحدث على وضعية انزلاق التربية في عدة مواقع مما صعب عملية دخول الشاحنات لتموين الورشات بمواد البناء لعدة أيام واستوجب أشغال تهيئة جديدة للمسالك· بالإضافة إلى رفض عدة مؤسسات إتمام أشغال قام بها مقاول سابق وهو ما أفشل العديد من المناقصات حسب السيد بوداود لكن الوكالة تداركت الأمر وتمكنت من اختيار مؤسسات صينية للورشات المتوقفة منها موقع باش جراح الذي يضم 580 وحدة سكنية على أن يسلم المشروع في اجل أقصاه 22 شهرا علما أن المؤسسة المعنية بدأت تضع تجهيزاتها بالموقع شهر افريل الفارط· أما بخصوص موقع دار شعبان ببلدية عين البنيان والذي يضم 700 وحدة سكنية فقد تم تحويل المشروع هو الآخر إلى مؤسسة صينية بعد عجز مؤسسة "باتيجاك" عن مواصلة الأشغال بسبب مشاكل داخل المجمع، في حين دعت الوكالة المؤسسات المنجزة الي إنشاء مخازن على مستوى الورشات لتخزين مواد البناء وضمان عدم توقف الأشغال، وفي سؤال عن عدم امتثال عدد كبير من المؤسسات الأجنبية لدفتر الشروط في شقه المتعلق بتكوين العمال الجزائريين، أكد ممثل الوكالة أن 50 بالمائة من العمال على مستوى الورشات جزائريون· أما عن المشاكل التي يشتكي منها المستفيدون من موقع معالمة الذي يضم 2196 وحدة سكنية بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله وصرح مدير الترقية العقارية أن هناك 940 مسكن لا يمكن انجازها بالموقع بسبب المشاكل التقنية التي تعاني منها الأرضية لذلك تقرر منتصف السنة الفارطة تحويلها إلى موقع جديد بمنطقة أولاد فايت"3" وتم اختيار مؤسسة صينية للشروع في أشغال الانجاز، لكن لاختيار المستفيدين من الموقع الجديد صرح ممثل الوكالة أنه سيشرع ابتداء من شهر مارس القادم في إرسال مساءلة للمستفيدين لاختيار مواقع سكناتهم وتأمل الوكالة أن يختار 490 مستفيدا موقع أولاد فايت الجديد الذي سيسلم على أكثر تقدير خلال السداسي الأول من السنة القادمة· ومن جهته حمل السيد شبلي مدير التسيير العقاري بوكالة "عدل" مسؤولية توقف المصاعد وإهمال المساحات الخضراء للمواطنين أنفسهم· مشيرا إلى تسجيل أكثر من 60 تدخلا في بعض العمارات لصيانة المصاعد وهناك عمارات أخرى لم تتدخل فيها الوكالة ولا مرة، مشيرا على صعيد آخر إلى أن عملية تأمين الممتلكات ليس من صلاحيات أعوان الأمن التابعين للوكالة عبر المواقع حيث تتحدد صلاحياتهم في حماية أبواب العمارات وتجهيزات ضخ المياه والمصاعد ومداخل الحي فقط في حين يقول المتحدث " هناك أعوان الأمن وهم المسؤولون عن حماية الممتلكات لا غير"، في حين حمل نفس المسؤول غياب حاويات جمع النفايات للسلطات المحلية، وعن سؤال حول كيفية تسيير الأموال الخاصة بتكاليف النظافة وصيانة المصاعد التي يدفعها المستفيدون كأعباء إضافية عن الأجرة الشهرية للسكن، صرح المسؤول أن الادراة قررت الشروع ابتداء من شهر مارس القادم في نشر بيانات خاصة بكل عمارة تخص قيمة الأموال المستغلة الي غاية اليوم مع تحديد كيفية استغلالها والتصريح بالقيمة المتبقية بالصندوق الخاص بكل عمارة· أما عن انتشار ظاهرة تأجير شقق الوكالة من طرف المستفيدين والذي يعتبر منافيا للعقد الموقع بين الوكالة والمستفيد، قلل السيد شبلي من تفاقم الظاهرة حاصرا العملية في عدد ضعيف من المستفيدين الذين تم اعذراهم بالعدول عن الأمر في الوقت الذي تقرر مقاضاة عدد من المستفيدين من دون ذكر عددهم·