احتضنت صبيحة اليوم قاعة المحاضرات بدار الثقافة هواري بومدين فعاليات الملتقى الوطني الأول حول واقع الجريمة في المجتمع الجزائري بتنظيم من النادي العلمي للولاية و بالاشتراك مع مخبر علم النفس العيادي لكلية العلوم الاجتماعية بجامعة فرحات عباس ، و الذي كان بحضور السيد والي الولاية و جمع من الأساتذة و الباحثين و المثقفين ، ناهيك عن طلبة علم النفس الذين أبوا غلا أن يسجلوا حضورهم في الملتقى.حيث يطرق المشاركون في أشغال هذا الملتقى و الذي يدوم ليومين كاملين إلى تحديد دقيق لمفهوم الجريمة بمختلف أنواعها من جرائم الأخلاق و العرض ، السرقة،تعاطي و استهلاك المخدرات و جرائم الانترنت و التي تفشت في المجتمع و عن طريق كافة شرائحه،حيث عرفت الجريمة على أنها عبارة عن كل الضرر المادي و المعنوي الذي يلحق فردا أو جماعة و يدان اجتماعيا ،نفسا، أخلاقيا و قانونيا.كما أنه قد تم عرض حصيلة للجرائم المرتكبة على مستوى الولاية مقدمة من مصالح الأمن الوطني حيث قد تم تسجيل في سرقة السيارات سنة 2009 45 حالة و في السرقات المتنوعة تم تسجيل 1892 حالة و أما بخصوص الاعتداء بالسرقة فتم تسجيل 291 حالة،جرائم أخلاقية 117 حالة، الاختطاف 07 حالات،الاغتصاب 06 حالات، أما الدعارة فتم تسجيل سنة 2009 1915 حالة، و بخصوص الرجال فقد سجلت المصالح سنة 2009 4809 حالة و النساء 313 حالة و القصر 462 حالة، الشيء الذي يدل على أن الجريمة انتشرت عبر مختلف شرائح المجتمع.أما عن الأسباب و الدوافع التي تسبب ارتكاب هذه الجرائم فقد تطرق الأستاذ خالد عبد السلام من خلال الدراسة التي قدمها أنه من بين العوامل الثقافية و الاجتماعية هناك اختلال ميزان القيم في المجتمع،تمجيد القوة و العنف و الخشونة و اعتبارها فحولة و رجولة و النظر إلى التعقل على أنه نية و ضعف شخصية إضافة إلى اعتبار التحايل و الغش و الربح بالطرق الغير الشرعية فحولة و قفازة و هذا ما هو منتشر بكثرة في أواسط الشباب.أما فيما يخص العوامل الاجتماعية فتمثلت في ضعف العدالة الاجتماعية و الكيل بسياسة المكيالين،الفراغ و البطالة التي تنخر عقل الشباب، إضافة إلى تفكك الأسرة و تعامل الآباء بالقسوة و العنف نع الأبناء مما ينعكس بالسلب عليهم و عدم التواصل معه و كبت المشاعر و الغضب و القلق و غيرها من العوامل.و حسب الأستاذ خالد عبد السلام فإنه لا يمكننا أن ننسى الدور الذي تلعبه برامج التلفزيون في برامج القتل التي تبثها على أنها سلوك عادي و طبيعي و الأمر سواء بالنسبة للألعاب الالكترونية.و عن الحلول الممكنة لهذه الجرائم تطرق المشاركون في الملتقى إلى أنه لا بد من تكاثف الجهود و تتعاون لمحاصرة الجريمة،التكفل الجيد بالأبناء و تحسين العلاقات داخل الأسرة الواحدة،تدعيم ثقافة مساعدة الآخرين، العمل على تفعيل إستراتيجية إعلامية تتكفل بطرح مشكلات الشباب و تعزيز روح الانتماء للوطن،إضافة إلى انخراط الشباب في كافة مؤسسات المجتمع و نشاطاته الاجتماعية و الثقافية و التربوية.هذا و تبقى كل هذه الحلول المقترحة قيد الطرح إلى حين تنفيذها و النظر في مدى نجاعتها.