نجت أول أمس، معلمتان وعاملة في مدرسة سعدي عبد الغني بالدحموني، 15 شرق تيارت، من الغرق المحقق بعد أن تدخل أولياء التلاميذ لإنقاذ أبنائهم، ملاحظين أن الفيضانات التي عاشتها المدينة لنصف ساعات بسبب أمطار رعديةئقد حولت المدرسة إلى بحيرة كبيرة، كما أنهم سبق أن عاشوا نفس السيناريو قبل أشهر. وقام الأولياء الذين دفعتهم غريزتا الأمومة والأبوة إلى اقتحام المدرسة بعد سقوط جدار في مدخلها، حيث حملوا التلاميذ إلى الطابق الأول بعد ارتفاع منسوب المياه في الطابق الأرضي وغمرها للأقسام والساحة، ليشرعوا في إخراجهم لاحقا بمد جسور من الخشب والأبواب وكل ما عثروا عليه، قبل أن يتدخلوا لفك حصار معلمتين وعاملة هربن إلى مكتب المدير، حيث أحاطت بهن المياه والتي أغلقت باب المكتب تماما، بحيث أصبح فتح الباب دعوة للمياه لإغراق المكتب بمن فيه. وأدت الأمطار الطوفانية التي شهدتها المدينة إلى فيضان مجرى وادي قديم يقطع المدينة ونظرا لغياب إجراءات حماية المدينة من الأمطار لم تجد السيول إلا المدرسة وعشرات المساكن في طريقها، كما زحفت على سوق المدينة واخترقت بعض المحلات وعاثت في السلع ئوالخضر و الفواكه فسادا، حيث هلع التجار و هم يرون سرعة التيار المائي تجر ما كانوا يبيعونه في لمح البصر. وحسب رئيس بلدية الدحموني في تصريح صحفي، فإن عمال البلدية المدعومين من بلديات مجاورة و أعوان الحماية المدنية قضوا الليل في إعانة العائلات المتضررة و رفع مخلفات السيول، لتقوم 7 فرق صباح أمس بإحصاء المتضررين و جرد الخسائر، فيما بر عودة الفيضانات إلى المدينة والمدرسة بالذات إلى عدم وجود ما يحميها من الأمطار، مؤكدا أن زيارة الوالي للمنطقة ساعة بعد الحادث توجت بقرار الموافقة على الدراسة الخاصة بتحويل مجاري مياه الأمطار إلى خارج محيط المدينة لحمايتها. يشار إلى أن قوة تيارت الماء وبالإضافة إلى سحب الأثاث من البيوت المتضررة تسببت في قلب شاحنة، فيما أدت الأوحال والأتربة المتراكمة في وقف الحركة لعدة ساعات، حيث قضى رجال الحماية المدنية مدة كبيرة في ضخ المياه من المنازل أو من الطرق التي تحول الكثير منها إلى بحيرات.