تسربت معلومات من محيط المديرية العامة للأمن الوطني، بشأن قيام المدير العام بالنيابة عبد العزيز العفاني بإصدار قرار ''تجميد مهام'' رئيس أمن ولاية الجزائر، عميد أول عبد المؤمن عبد ربي، لأسباب تتعلق بحادثة مقتل العقيد علي تونسي. أكدت مصادر متطابقة تجميد مهام عبد ربي، دون الخوض أكثر في أسباب القرار، رغم عدم تأكده بصفة رسمية، حيث يقوم، حاليا، بتسيير مهام مديرية أمن ولاية العاصمة، نائب عبد المؤمن عبد ربي السيد العيني إلى غاية الإقرار بمن سيخلفه. ومعروف أن وزارة الداخلية بالتنسيق مع مديرية الأمن الوطني أجلت كل قرارات التعيينات إلى غاية استكمال التحقيق في قضية مقتل العقيد علي تونسي في مكتبه بالمديرية العامة للأمن الوطني من قبل العقيد أولطاش شعيب، مدير الوحدة الجوية في 25 من شهر فيفري الماضي. وأفاد مصدر قضائي ذو صلة بملف مقتل العقيد علي تونسي أن رئيس أمن ولاية الجزائر عبد المؤمن عبد ربي يوجد ضمن قائمة الشهود الذين حضروا حادثة الاغتيال. وإن اختلفت الروايات التي نقلتها وسائل الإعلام، إلا أن معلومات متداولة وسط إطارات مديرية الأمن الوطني تحدثت عن أن رئيس أمن ولاية الجزائر اتصل صباح وقوع جريمة الاغتيال بمدير الوحدة الجوية للمديرية الأمن وطني العقيد شعيب أولطاش، وذلك قبل عقد اجتماع مدراء الأمن الوطني بدعوة من العقيد علي تونسي، ليخبره عما نشر حوله في إحدى الصحف اليومية وتورطه في قضايا تتعلق بالفساد، الأمر الذي جعل الجاني يندفع نحو المديرية ويصب جام غضبه على العقيد المغدور علي تونسي ويطلق عليه الرصاصات القاتلة قبل أن يتم إطلاق النار عليه هو، واختلفت الروايات عن الشخصية التي كانت وراء إطلاق النار على العقيد أولطاش، ففيما يُتداول أن الطلقات النارية التي أصابت أولطاش أطلقها رئيس أمن ولاية الجزائر عبد المؤمن عبد ربي بعد أن حاول إطلاق النار عليه هو الآخر، تتحدث مصادر أخرى عن أن مدير الموارد البشرية على مستوى مديرية الأمن الوطني هو من أطلق النار على أولطاش بعد محاولته تصفية رئيس أمن ولاية الجزائر. وتحقق المصالح القضائية على مستوى محكمة باب الواد في قضية مقتل العقيد تونسي وانصبت كل تصريحات الشهود، حسب مصدر قضائي، على أن الجاني والضحية كانا بمفردهما خلال وقوع الجريمة وأن الشهود الرئيسيين في القضية هما كاتبة العقيد علي تونسي ورئيس أمن ولاية الجزائر والمكلف بالموارد البشرية على مستوى مديرية الأمن الوطني، وكلهم شاهدوا الجاني وهو يخرج من مكتب العقيد تونسي وهو يحاول إطلاق النار عليهم. وصرح شاهد في القضية، رفضت مصادرنا الكشف عن هويته، أنه أفاد إثر سماعه من قبل قاضي التحقيق أن العقيد أولطاش قال بصريح العبارة للعقيد علي تونسي: ''أنت خائن''. في حين أفاد شهود آخرون أنهم سمعوا المرحوم تونسي وهو يقول للعقيد أولطاش: ''أنت خائن''. واختلفت رواية الشهود في القضية، مما يؤكد أن لا أحد حضر النقاش الذي دار بين الضحية والجاني (مثلما صرح به وزيرالداخلية نور الدين يزيد زرهوني) وانصبت الشهادات على عنصر نفي الحضور ساعة وقوع الجريمة وأن ما شوهد كان فقط خروج العقيد أولطاش من مكتبه بينما العقيد علي تونسي غارق في دمائه.