بعد زرهوني، مجلة “جون أفريك” تشيد بمسار وكفاءة العميد عبد العزيز عفاني مر شهران تقريبا على اغتيال المدير العام للأمن الوطني، المرحوم علي تونسي، دون أن يعلن عن خليفة للراحل الذي أمضى ست عشرة سنة كاملة في إدارة أهم جهاز في الدولة، رغم أن وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، كان قد صرح بأن الإعلان سيتم بعد أربعينية المرحوم، والتي مر عليها هي الأخرى أسبوعان، احتراما للراحل وذويه، ما أبقى التكهن بخصوص اسم خليفة علي تونسي متواصلا، في وقت كان من الأفضل بكثير الالتزام بتعيين المدير العام للأمن الوطني الجديد في مدة أقصر، بالنظر إلى أهمية الجهاز الذي يتكفل رئيس الجمهورية بتعيين مديره بمرسوم رئاسي. والملاحظ أن تصريحات وزير الداخلية والجماعات المحلية المشيدة بمسار وإنجازات عفاني، أولت في مجملها بأن الاختيار سيقع على من يتولى حاليا إدارة الجهاز بالنيابة، العميد عبد العزيز عفاني، منذ أوصى زرهوني المنتسبين إلى السلك بمساعدة عفاني في مهامه الجديدة، مباشرة عقب اغتيال العقيد علي تونسي في 25 فيفري المنصرم، والحديث يدور حول أن المدير الجديد سيكون “ابن الشرطة”، بالنظر إلى مسار العميد “اللامع”، منذ التحاقه بسلك الأمن الوطني قبل 28 عاما، وباعتباره أيضا وجها بارزا في مكافحة الإرهاب، وهو المتحصل على ليسانس في الحقوق وماجستير في القانون الجنائي من جامعة الجزائر. ونقلت أمس مجلة “جون أفريك”، مقتطفات من “السيرة الذاتية” للعميد عبد العزيز عفاني، وتحدثت عن بعض يومياته ومواقفه في سنوات الأزمة، استنادا لشهادة أحد إطارات الشرطة المتقاعدين، وذكرت المجلة أن العميد عبد العزيز عفاني انتسب إلى جهاز الأمن في 1982، بالتحاقه بالمدرسة العليا للشرطة برتبة مفتش رئيسي، وبعدها بعشر سنوات، ومع اشتداد الأزمة الأمنية في الجزائر باغتيالات يومية لأعوان الأمن، كان العميد من بين إطارات الشرطة الذين تم تحويلهم إلى “المناطق الساخنة” كبومرداس، جيجل والعاصمة، وطالب عفاني في سنة 1995 بتحويله إلى العمل بالعاصمة، التي كانت تشهد نشاطا مرعبا لجماعتي “الفيدا” و”الجيا”، وأشرف على العمليات بدوريات مكثفة في أكثر شوارع العاصمة خطورة من حيث نشاط الإرهابيين، حيث كانت العاصمة تسجل يوميا ما بين اشتباكين وثلاثة بين عناصر الأمن والإرهابيين، الأمر الذي جعله يعقد العزم على المساهمة في حماية البلاد والمواطنين، وقام بعدة عمليات ناجحة منها، تفكيك خلية “الفيدا” بالعاصمة. وأضافت مجلة “جون أفريك”، أن عفاني صار في المدة الممتدة بين 1995 و2002 يشرف على تكوين النخبة من عناصر الشرطة، ويرتقي إلى رتبة عميد أول، غير أنه عاد إلى الميدان في 2002 وقاد عمليات متابعة العناصر الإرهابية في ولاية جيجل، وبعدها بومرداس، لوقف دموية الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ليتم اختياره بعد ست سنوات من طرف المرحوم علي تونسي، لقيادة الشرطة القضائية، ويختاره وزير الداخلية، يزيد زرهوني، لخلافة المرحوم علي تونسي مؤقتا، في انتظار ترسيم القرار بشكل رسمي.