من منصة الفارس الذي قهر الخنازير بإبادة الفئران، توعد الوزير الدكتور أطباء قطاعه بحرب بلا هوادة ما لم يرفعوا مآزرهم البيضاء مستسلمين لقدر أن بالجزائر وزراء إذا ما اختلف أحدهم مع ''أم العيال'' أعلن عليها حربا لا تذر رزقا ولا نسلا إلا قطعته.. وزير الصحة، شبيه وزير التربية في إعلان ''الجهاد'' على خصومه من آل بيته، نقل صراعه مع عمال قطاعه إلى الدرجة القصوى، بعدما توعّد المضربين بحرب طويلة الأمد لكسر شوكة من تجرأ على تحدي وزير هزم الخنازير بعدما أرعبها بتلقيح ذراعه. ليتطاول عليه ''ذراري'' ويحاولوا انتقاص شأن من له في كل موقعة ''فأر'' قتله لقاح فعال، لاتزال مخازن الوزارة مكدسة به، في إشارة إلى أن ''سلاح'' الحرب متوفر، وأن المتمردين لا خيار أمامهم سوى خيار الاستسلام أو خيار إبادتهم عن طريق إغارة تلقيح إجباري لكل مضرب لم يفهم أنه كما هزم بركات الخنازير بتسميم الفئران، فإنه بإمكانه أن يهزم الأطباء بإشهار ذاك ''اللقاح'' الخطير.. الحكومة تحولت إلى وزارة حرب، كل وزير فيها لا برنامج له إلا إشهار سلاح ''الرزق'' في أوجه خصومه، وعجز طاقم أويحيى أوصل البلاد إلى منحى أنه لا بديل سوى إعلان الحرب لاجتثاث أي تملل لا يتماشى ومزاج معالي الوزير؟.. إنها الكارثة أن يكون هذا هو حال الحاكمين بعجزهم، وإنها مشكلة المحكومين أنهم لم يعوا بعد أن إفلاس البرامج دفع كل وزير إلى اقتناء عصا يهش بها على من يهدد عرشه، فعودوا إلى رشدكم أيها الأطباء فإن الوزير الدكتور لا يمزح.. فاللقاح عنده و''الخنازير'' زال خطرها ولم يبق إلا أنتم..