منعت مصالح الأمن مؤخرا، السواح الأجانب من زيارة حظيرة الطاسيلي بولاية تمنراست لأسباب قالت عنها مصادر محلية ل''البلاد'' إنها أمنية، وأفادت مصادر متطابقة أمس، أن عناصر الأمن المتواجدين بالمنطقة منعوا السياح من التوغل إلى أعماق الحظيرة لنفس الأسباب من دون إخطار مسبق. تفاجأ معظم السياح من هذا الإجراء خاصة وأن وكلاءهم السياحيين لم يعلموهم بالقرار الذي يبقى حسب مصادرنا غير رسمي واستدعى تعليق العديد من الرحالات إلى المنطقة التي تعتبر وجهة مفضلة للسياح الأجانب. وربطت مصادر محلية ذات صلة، القرار بقضية وجود مخاوف لدى السلطات الجزائرية من استهداف الجماعات الإرهابية للسياح الأجانب بالمنطقة وأن المسألة تعد ''احترازية وقائية'' لا أكثر، بالنظر إلى شساعة مساحة الطاسيلي التي تبلغ آلاف الهكتارات إلى جانب صعوبة مراقبة وتقيد حركات السياح الأجانب، وجاء قرار المنع أسابيع فقط بعد الإفراج عن الفرنسي بيار كامات في 23 من شهر فيفري الماضي بعد عملية اختطاف دامت خمسة أشهر من قبل تنظيم القاعدة الناشط بمنطقة الساحل الصحراوي مقابل صفقة أبرمتها فرنسا مع السلطات المالية أسفرت عن الإفراج عن أربعة عناصر إرهابية كانوا محتجزين لدى مالي من بينهم جزائري مطلوب، وهي الخطوة التي وترت العلاقات بين الجزائر وباماكو. ويبدو أن الجزائر، وحسب مراقبين، بدأت تشتبه في وجود حركة استخباراتية تستهدف منطقة الساحل الصحراوي حيث حملت تصريحات بيار كامات التي أدلى بها لصحيفة ''الباييس'' الإسبانية عقب الإفراج عنه اعترافات ضمنية، بأنه كان موفدا في إطار مهمة استخباراتية للتجسس على تنظيم الجماعة السلفية، حيث راح في مقطع من الحوار، يقول إنه تمكن من حساب عدد عناصر المجموعة الإرهابية التي كان محتجزا لديها، حتى أنه تمكن من تحديد أعمارهم، قبل أن ينخرط في سرد عدد من المعطيات الممزوجة بلغة تحليل استخباراتي، لا توجد إلا لدى عناصر أجهزة المخابرات. ويبدو أن الجزائر باشرت بتنفيذ خططها بتعقب حركات السياح المشتبه فيهم، بعد أن شهدت مؤخرا قضية شابها الكثير من الغموض تتعلق بدخول رعية أجنبي يحمل الجنسية الإسرائيلية وهي القضية التي أسالت الكثير من الحبر ودفعت البعض لحد الاشتباه بوجود محاولة إسرائيلية لاختراق تنظيم القاعدة مما يستوجب إعادة النظر في عمليات التنسيق مع دول المنطقة لضمان الأمن والاستقرار. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن مصالح الأمن تكون قد وصلتها معلومات مفادها وجود تنسيق مع جماعات المهربين بالصحراء والجماعات الإرهابية لاستهداف رعايا أجانب جدد في المنطقة خاصة بعد أن باتت تعتمد على ظاهرة الاختطاف في عمليتها الإرهابية ويتردد السياح الأجانب كثيرا على ولاية تمنراست وبالضبط على الحظيرة الوطنية للطاسيلي التي صنفت ضمن أكبر المعالم الأثرية المفتوحة على الهواء عالمية من طرف منظمة اليونسكو وهي تطل على عدد من دول منطقة الساحل الإفريقي كمالي والنيجر.