شعار رفعه الدكتور جهيد يونسي أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة المرتقبة، تعهد خلاله بطرح مشروع وطني متكامل كبديل عن سياسات الحكومات المتعاقبة التي وصفها بالفاشلة التي جعلت اليأس يتسلل إلى نفوس جميع شرائح المجتمع بما في ذلك النخب، وهو ذاته الذي قال إنه يحمل للشعب الجزائري مشروعا وطنيا يتناسب مع الانتماء الإسلامي والعربي والأمازيغي للجزائريين. وكان يونسي قد عرض برنامجا من 12 نقطة يقوم أساسا على اعتماد إستراتيجية تغيير جديدة تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مستهلا ذلك بالتشديد على أن يحتل الإسلام مكانته الحقيقية في الحياة العامة، وألا تبقى اللغة العربية حبيسة الدستور بل يجب العمل بها في جميع الميادين وألا تستبدل بأي حال من الأحوال باللغة الفرنسية كما هو معايش اليوم. وكان لملف المصالحة الوطنية أيضا حظا وافرا من البرنامج الانتخابي ليونسي، حيث شدد على ضرورة الخروج بها من مرحلة الشعارات والتخلي عن تبني هذا المشروع بعقلية الاستئصال، وذلك عبر إرجاع الحقوق السياسية والاجتماعية إلى أصحابها، مشيرا إلى أنه مع إمكانية ذهابه إلى فكرة العفو الشامل إذا كان ذلك من شأنه حقن دماء الجزائريين، منتقدا بالمقابل الطريقة التي سُيّر بها موضوع المصالحة خلال المرحلة السابقة، كونها ساهمت في حرمان شريحة من الجزائريين من حقهم في ممارسة أي عمل سياسي، معرجا على مسألة الحريات والديمقراطية التي وعد بأنه في حال انتخب، فإنه سيقوم بفتح المجال السياسي والإعلامي وتوسيع هامش الحريات أمام الجميع، مؤكدا على أحقية كل جزائري في تأسيس الأحزاب والنقابات والجمعيات، واعتماد هذه الهيئات والترخيص لها دون الخضوع لسلطان الإدارة. على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، يرى مرشح الإصلاح أن الاقتصاد الجزائري أصبح رهينة لمداخيل قطاع المحروقات والمعادن، والأولوية عنده تكمن في تحرير الاقتصاد الوطني بتشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي مع منح الأولوية للمستثمرين العرب والمسلمين، مقترحا اعتماد سياسة إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لصالح الشباب من أجل خلق الثروة ومحاربة البطالة وظاهرة الحرافة، سيما وأن هذه التجربة نجحت في العديد من البلدان الآسيوية والعربية الأخرى، معلنا أن برنامجه سيطلق مشروعا كبيرا من أجل إنشاء مئات الآلاف من مشتلات المقاولة الصغرى والمصغرة تكون البلدية منطلقها الأول. وفي سياق حديثه عن إصلاح المنظومة العلمية في الجزائر، يرى يونسي أن ذلك لايتم إلا بالتفتح على العالم قصد نقل التكنولوجيا والمعرفة مركزا على أنه سيطرح نفسه كأول قوة للاستثمار في المعرفة من قبيل تقديسه للعلم والعلماء، مضيفا أن سعيه سينصب على نقل التكنولوجيا والمعرفة وتأهيل الإطارات الوطنية من أجل أن يتكفل الجزائريون بأنفسهم بعيدا عن الاتكالية والاعتماد على الكفاءات الأجنبية المستوردة. وخُتم برنامجه بطرح مقاربة جديدة لإدارة ملفات السياسة الخارجية التي يعتبرها من صنع الداخل، بدءا من قضية الصحراء الغربية التي يرى أن حلها يكون بالتوجه نحو توسيع فضاءات الشراكة والتكتل المغاربية مرورا بمسألة العلاقات مع فرنسا وانتهاء بالقضايا الثابتة في مسار الدبلوماسية الجزائرية المتعلقة بالموقف من القضية الفلسطينية وقضايا التحرر الأخرى في العالم.