بلخادم شَكّل حكومته أو ''حومته'' السياسية على مستوى قائمة أعضاء المكتب السياسي الجديدة في جبهة التحرير، وأقصى ما تمخضت عنه طلعات الإنزال الجوي والبري والبحري في معركة السيطرة على منابع ومراعي الأفلان، أَن تم توزيع وتقاسم الأدوار بعدل على الوجوه القديمة نفسها. فبغض الخنصر والبصر عما تم نثره من ''رماد'' التشبيب المزعوم، فإن قافلة الشيب من قدماء محاربين لا يرتحلون ولا ''يُرَحلون''، لايزالون هم القافلة والقافية الثابتة وما عاداهم مجرد جماعة رحل يستسقون هنا ويتسلقون هناك... نظرة بسيطة على قديم الأفلان المتجدد تعري البون الشاسع بين الأماني والخطابات وبين أن التغيير لن يكون غدا، ففرسان أمس الأفلان لا يترجلون إلا لكي يغيروا سرج الحصان ببردعة حمار، فالفارس نفسه والراكب نفسه أما المركوب فلا يهم إن كان ''سرجا'' أو بردعة. فما معنى أن يكلف عجوز في سن بلعياط بحقيبة التدريب، وهل بقى في أنفاس الرجل قدرة على قطع مسافة نصف ميل زحفا حتى يكلف بالتدريب والتثقيف؟ والأكثر تهكما و''تخمة'' ما علاقة زياري البرلمان بالاستشراف والدراسات؟ بل ما هو ''الاستشراف'' أصلا وما موقعه من زياري كلغم لم ''يستشرف'' انفجار برلمانه منذ زمن؟ فكلف بدراسة واستشراف مستقبل الأفلان بطبعته التي لايزال فيها ''البردعي'' ينتج مسلسلا ''بايخ'' عنوانه ''أنا البردعي يا عين وسارة أو يا رشدي''.. بلخادم المتواضع غلبه رفاقه، وما أرادوه كان وما لم يريدوه لم ولن يكون، فمؤتمر الأفلان الأخير الذي افتتح بال''بونية'' السياسية أفرز حكومة أو ''حومة'' من قدماء قوم أكدوا مرة أخرى أن المسلسل المصري الشهير ''أنا البردعي يا رشدي'' لايزال ''عضه'' ساري المفعول ما لم يحرث ''بلخادم'' حرثا آخر.