نصف عام من الترميم ''الكروي'' لملعب حكومي وسياسي مفلس، هي المدة التي أصبح فيها العرش عرش كرة، وبعبارة أخرى ''لعبة'' نأكل منها ونتداوى بها ونسكن فيها، فطبق الكرة ظهر أنه من أشهى الأطباق وطباخ الحكومة أفلح أيما ''تكلاخ'' في إدارة ملحمة ''سعدان'' لتغطية رقصة ''سعادين'' الحكومة في شتى مجالات الانتكاس، فالبرنامج العام لم يعد إلا كرة و''الشعب'' انخرط عن بكرة ''يأسه'' في تربية وتدريس أولاده أن المستقبل كرة ولا مستقبل سواها·· أجريت البكالوريا أو لم تجر، عادت أنفلونزا الخنازير أو لم تعد، وصل غبار ''إيسلندا'' إلى سمائنا أو لم يصل، جففت آبار سوناطراك أو لم تجفف، انتحر مائة أو ألف أو ''نحروا''، لا يهم أيها السادة، فكل الموت وكل العجز وكل الفشل مؤجل إلى ما بعد ''المونديال''، فقد دخلنا التاريخ ومن يدخل التاريخ مفروض عليه أن يترفع عن الخوض في ''سفاسف'' الأمور، فماذا يعني أن يسرق بنك ويجفف نفط ويقتات شعب من المزابل أمام معجزة أن ''المونديال'' على الأبواب وأن الحكومة والدولة لم تعد ''أويحيى'' ولكنها ''روراوة'' أحال الأمة بحكومتها على كرسي الاحتياط في انتظار أن تسقط شجرة الكرة فتعري ما تحتها من وقت ضائع··حكومة أويحيى التي استفادت من فترة نقاهة في منتجع ''سعدان'' الرياضي، مجبرة على التخطيط لمرحلة ''ما بعد المونديال''، فمفعول التخدير محدد زمنيا وبعد نهايته لن يبق هناك ''سعدان'' ولا حُقن ''كرة''، فقط غيوم ''إيسلندية'' اجتاحت سماء البلاد حينما كانت حكومتنا ''الموقرة'' تنفخ في ''كرة'' نعلم وتعلم أنها لن تكون يوما هي التاريخ·· كما لن تكون هي ''الخبزة والكرامة''·· فماذا بعد ''المونديال'' يا جماعة ''الخير''؟