ماشية أم درمان تتهم في شرفها، البيطري طبعا، من طرف جزاري الفلاحة عندنا· والسودان الشقيق، الذي أمدنا بالمدد الكروي حينما أعلنت علينا الشقيقة الكبرى ''زعلها'' الأكبر، تحولت خرافه بين ''كُرة'' وضحاها إلى أزمة ظاهرها ''بيطري'' وباطنها سياسي بحت، بعدما تحركت لوبيات القضم المشبوه لرد الكرم السوداني معنا بلؤم تجسد في اتهام ''الكلب'' بداء الكلب حتى يسهل نسف القطيع··في مدة لا تتجاوز اليومين، اصطدمنا بتصريحين متناقضين صدرا عن ''مرعى'' وزاري واحد: الأول للمسمى مدير الصحة الحيوانية بوزارة الفلاحة الذي ذكر فيه أن أغنام أم درمان مصابة بأمراض خطيرة ومعدية، يمكنها أن تؤثر على صحة بطوننا التي لم تؤثر فيها حتى لحوم ''الحمير'' التي أطعمونا إياها ذات ''جزارة'' عامة· أما التصريح الثاني فقد صدر من ''لوباطة'' الفلاحية نفسها، ومن طرف الوزير بن عيسى ذاته الذي كذّب فيه مدير صحته الحيوانية حينما أكد أن التقرير البيطري إيجابي وأن لحم ''أم درمان'' لا غبار ولا ''شحم'' عليه· ورغم أن التناقض صارخ بين الوزير ومديره، إلا أن لا شيء حدث فالمدير الذي كاد يتسبب في أزمة ''لحمية'' بين بلدين قالوا لنا إنهما ''لحمة'' و''كرة'' واحدة، لايزال يمارس مهامه والحمى القلاعية والمالطية ظهر أنها بالوزارة وليست بمراعي السودان··لو كنا في دولة تحترم ''شفاهها''، لتم قطع أحد اللسانين فإما لسان الوزير وإما لسان المدير، لكن ولأننا في بلاد ''عادي يا بلادي'' فإن المدير ''جرّم'' والوزير برأ وخراف السودان عاشت أزمة عاطفية بعدما تم قذف المحصنات منها بوابل من الأمراض المعدية· فهل بعد هذا، لايزال منكم من يؤمن بأننا حقا نمتلك الحقول لكي نصدر ''الشعير''··؟لملعب حكومي وسياسي مفلس،