استغرب الحضور في الغرفة الجزائية الثانية بمجلس قضاء العاصمة، أمس، قضية رعيتين إفريقيتين احتالا بطريقة محكمة على جزائري من فالمة فاستحوذا على ما يفوق المليار من أمواله مقابل وهم اسمه مشروع استثماري للبحث عن الكنز. المتهمان اللذان ينحدران من أصول مالية، أحدهما يشتغل سائقا بالسفارة البنينية، توبعا بتكوين جماعة أشرار والنصب والاحتيال والتزوير واستعمال المزور. تعود الوقائع حسب ما دار في الجلسة عندما ترصد المتهمان الضحية وجمعا معلومات هامة عن حياته وعنوان منزله، حيث قاما بإرسال رسالة بريدية إليه باسم امرأة مجهولة، مفادها أن زوجها جزائري الأصل توفي منذ تسعة أشهر وترك لها ولدين اسمهما عزيز ومصطفى، إلى جانب مبلغ مالي معتبر يقدر بمليون أورو في حسابها بالبنين، وتريد إيجاد شريك جزائري للاستثمار هنا، إلى جانب ترك رقم هاتفها في الرسالة، ولسذاجة الضحية قام بعد يومين بالاتصال بذلك الرقم ، حيث أجابت امرأة وقالت له إنها موجودة بمكتب مفوضية الأممالمتحدة وأن ابنيها بالبنين، وسيتصلان به لاحقا وأن كل المعاملات التي بينهما ستتم عن طريق المحامي ''وليام مكسوال''، وبعد شهر ونصف اتصل به المتهمان وأخبراه بأن المبلغ المالي المقدر بمليون أورو مجمد في حسابهما بالبنين، ويجب أن يحولاه إلى اسمه، ولأجل ذلك يحتاجون بعض المال حيث قدم لهما في المرحلة الأولى مبلغ 74 ألف أورو وفي المرة الثانية 54 ألف أورو، أي ما يفوق المليار سنتيم، ولكن في المرحلة الثانية دخل الضحية الشك خاصة بعدما استشار صديقه الشاهد في قضية الحال، قام بإبلاغ مصالح الدرك الوطني التي نصبت كمينا للمتهمين، وتم إلقاء القبض عليهما، وحاول المتهم الرئيسي ابتلاع الوصلين الخاصين بتسلمه المبلغين المذكورين أعلاه، إلا أن مصالح الدرك الوطني تمكنت من منعهما، وقد أصر المتهمان أمام القاضية أمس على إنكار التهم الموجهة إليهما، فيما كاد الضحية يغمى عليه من شدة تأثره بالواقعة وهو ما جعل ممثل الحق العام يطالب بتشديد العقوبة في حقهما، ليتم إدراج القضية في المداولة في جلسة الأسبوع القادم.للإشارة فإن المحكمة الابتدائية كانت قد أدانت المتهمين بخمس سنوات سجنا.