انتهت الجولة الثالثة والأخيرة بين إدارة مركب أرسيلور ميتال عنابة ونقابة المؤسسة إلى طريق مسدود، بعد رفض المستخدم الفرنسي الاستجابة لمطلب الشريك الاجتماعي حول ملف الزيادات التي أقرتها اتفاقية فروع الفيدرالية الوطنية للتعدين والميكانيك والكهرباء برسم فرارات الثلاثية الأخيرة في ماي الماضي. ونددت النقابة أمس في بيان وقعه أمينها العام إسماعيل قوادرية، تحوز ''البلاد'' على نسخة منه، بما وصفته ''القفز على قوانين الجمهورية وتبني سياسة الهروب إلى الأمام بدل مواجهة الانشغالات المشروعة لعمال المركب''. ودعت النقابة جموع العمال لحضور الجمعية العامة المقرر تنظيمها هذا الخميس للتصويت على خيار الإضراب باعتباره آخر ورقة يلعبها الشريك الاجتماعي عقب استنفاده كل سبل الحوار مع الإدارة. وأكد إسماعيل قوادرية في حديث ل''البلاد'' أن تاريخ الشروع في الإضراب المفتوح سيكون مبدئيا يوم 20 جوان الجاري ابتداء من الساعة الخامسة صباحا في حال استجابت القاعدة العمالية للنداء الذي ترفعه النفابة. واستغرب الرقم الأول لنفابة المؤسسة تراجع إدارة الفرنسي فانسون لوغويك عن التزاماتها السابقة المتفق عليها في اجتماعي 11 و20 أفريل الماضيين، ضمن الاتفاقية الجماعية للقطاع المنبثقة عن قرارات فيدرالية عمال التعدين والميكانيك والكهرباء، والمتعلقة بالتفاوض حول الزيادة في الأجور ما بين 13 و20 بالمائة، والإحالة على التقاعد ب16 شهرا. واستنكر قوادرية في معرض تصريحاته موقف مفتشية العمل ''التي ترفض الى حد اللحظة (مساء أمس) تسليمنا محضر عدم الصلح. وأكثر من ذلك لم يتلق المجلس النقابي للمركب أي رد على المراسلات المتتالية الموجهة إلى مفتش العمل منذ بداية الخلاف بين الإدارة والنقابة في 18 ماي الماضي، رغم تقديمه محاضر رسمية يطالب فيها الهيئة الحكومية بتطبيق القوانين وعقد جلسات المصالحة، على اعتبار أن عدم التبليغ الرسمي لممثلي العمال بمجريات الملف يشرعن لمسعانا في تبني خيار الإضراب وشل جميع المركب''. ورفض الأمين العام للنقابة دعوة المدير العام لمصنع الحجار لطرق باب العدالة لحل الخلاف حول اتفاقية الفروع، مشددا على أن هذا الإجراء سيأخذ وقتا رغم أن مطالبنا لا تتعدى تطبيق القانون حول قرارات الثلاثية الأخيرة. من جهته وجه في ساعة متأخرة من مساء أمس المدير العام، فانسون لوغويك، بيانا مطولا دعا فيه العمال الى التحلي بالحكمة والتعقل وعدم التسرع في اتخاذ فرارات متشددة لحل المشاكل المهنية. وأوضح بيان الإدارة أن ''مركب الحجار حقق بعض أهدافه المسطرة كتحسين الإنتاج بنسبة تتراوح بين 35 و45 بالمائة، مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وارتفاع أسعار الحديد في السوق الدولية''، مشيرا إلى أن ''المديرية وفت والتزمت بتنفيذ تعهداتها التي وقعتها في محاضر رسمية مع الشريك الاجتماعي، منها الزيادة المرحلية في الأجور، التي نفذ منها اثنان، وبقيت آخر زيادة في شهر جويلية القادم''. وحذر المدير الفرنسي من عواقب الذهاب إلى خيار الإضراب في ظل التزام المديرية بفتح جميع فنوات الاتصال والتفاوض، مشيرا إلى أن هذا الخيار سيكلف المركب خسائر فادحة، على غرار الضرر الذي شمل المؤسسة في آخر حركة احتجاجية نظمتها النقابة، حيث ضيع المركب أكثر من 40 ألف طن من المواد الحديدية المصنعة، ما يعادل 15 يوما من العمل.