احتشد مئات الالوف من المصريين في الشوارع في الذكرى الاولى لتولي الرئيس الاسلامي محمد مرسي السلطة يوم الاحد للمطالبة باستقالته في اكبر تحد حتى الآن لحكم جماعة الاخوان المسلمين. ولوح حشد يضم مئات الالاف اكتظ بهم ميدان التحرير في وسط القاهرة بالاعلام وهتفوا "ارحل.. ارحل" في اكبر مظاهرة منذ الاطاحة بحسني مبارك سلف مرسي عام 2011 . وردد المحتجون "الشعب يريد اسقاط النظام" وهو الهتاف الذي ميز انتفاضات الربيع العربي والذي اسقط مبارك لكنه لم يكن موجها هذه المرة ضد دكتاتور عجوز وانما ضد اول زعيم منتخب في تاريخ مصر. وفي حين كانت الاحتجاجات الرئيسية سلمية قتل شخص واحد على الاقل من مؤيدي مرسي بالرصاص واصيب 37 في قتال في مدينة بني سويف جنوبي القاهرة. واصيب 50 شخصا بطلقات خرطوش خلال مسيرة لمعارضي الرئيس المصري أمام مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بمدينة حوش عيسى بمحافظة البحيرة. وقالت جماعة الإخوان المسلمين إن مقرها الرئيسي في القاهرة تعرض للهجوم يوم الأحد بأيدي عشرات المحتجين المناوئين لمرسي الذين أطلقوا بنادق الخرطوش وألقوا قنابل حارقة وحجارة على المبنى المكون من عدة طوابق من جهته قال الرئيس المصري محمد مرسي إنه يرفض دعوات المعارضة لإجراء انتخابات رئاسية مبكّرة، مؤكدا أنه لن تكون هناك ثورة ثانية، وذلك في حوار نشرته صحيفة غارديان البريطانية اليوم الأحد، في وقت تشهد فيه مصر حالة من الترقب والتوتر الأمني مع انطلاق مظاهرات معارضة للرئيس وأخرى مؤيدة له. وفي أول حوار له مع وسيلة إعلام ناطقة بالإنجليزية، تطرق مرسي لعدد من النقاط المهمة، منها رؤيته للوضع الحالي وعلاقته مع القوى المعارضة. وبيّن أنه لن يسمح بأي انحراف عن أحكام الدستور، وقال إن تطبيق أحكامه "مسألة حيوية"، وإنه "لا مجال لحديث يتناقض مع الشرعية الدستورية"، مضيفا "ربما تكون هناك مظاهرات وأشخاص يعبرون عن آرائهم ولكن المهم وسط كل هذا هو تطبيق الدستور". كما بيّن مرسي أن استقالته المبكرة قد تضعف شرعية من يأتي بعده مما يخلق حالة من الفوضى لا نهاية لها، وقال إن غيّرنا مسؤولا منتخبا وفقا للشرعية الدستورية، فإن آخرين سيعارضون الرئيس الجديد، وبعد أسبوع أو شهر سيطالبونه بالتنحي". وأكد مرسي أن رفض السياسيين المنتمين إلى التيار العلماني المشاركة في العملية السياسية هو الذي أدى إلى "المأزق الحالي"، نافيا أن تكون حكومته مقتصرة فقط على الإسلاميين، عكس ما يدعيه خصومه من أن عدم تحقيق أي توافق في الآراء أدى إلى الاستقطاب الحالي في مصر. كما أقر الرئيس المصري في حواره مع صحيفة غارديان أن بقايا النظام السابق هم من الذين يدفعون للبلطجية من أجل الهجوم على مؤيدين له من الإخوان المسلمين، لافتا إلى أن المال الذي لديهم قد حصلوا عليه من الفساد، وهم يستخدمون هذا المال الفاسد لإعادة النظام القديم إلى السلطة، متابعا "إنهم يدفعون المال الفاسد للبلطجية وعند ذلك يحدث العنف". وأوضح مرسي أن الإعلام بالغ في تصوير خصومه، وقال إن الإعلام "يركز على مواقف صغيرة ويبالغ فيها وكأن الدولة كلها تعيش حالة من العنف"، ملقيا باللوم على مسؤولين محسوبين على نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. كما أعرب مرسي عن ثقته في الجيش، وفي رده عن سؤال الصحيفة عما إذا واثقا في أن الجيش لن يقدم على السيطرة على حكم الدولة التي أصبحت الأوضاع فيها خارجة عن السيطرة، أجاب "جدا". واعترف مرسي لأول مرة بأنه "نادم" على إصدار الإعلان الدستوري الذي منحه سلطات واسعة، قائلا إنه "ساهم بصورة ما في إشاعة حالة من سوء الفهم في المجتمع".