تعيش تلمسان تزايدا في حدة تهريب الوقود على مستوى الشريط الحدودي الذي يعيش وضعا خاصا، نتيجة الإقبال الكثيف على هذه المادة التي تزدهر تجارتها في الشريط الحدودي من ولاية تلمسان، فقد عرفت محطّات الوقود في الآونة الأخيرة انخفاضا مؤقتا في نشاط تهريب المازوت، لكنه سرعان ما عاد للارتفاع من جديد. وبعدما سجلت مصالح الأمن انخفاضا في وتيرة الإقبال على الطوابير خلال شهر أفريل أمام محطات بيع الوقود بتلمسان، ثم عادت لتسجّل من جديد ارتفاع وتيرة الطوابير التي تزايدت بشكل واضح، وأدت مشاهد هذه الطوابير المزعجة التي أربكت المواطنين إلى حالة من التذمر في الشارع التلمساني طيلة الأيام الماضية. وعلى الرغم من تسجيل طوابير بمحطات بيع الوقود بالمناطق الحدودية، إلا أن المظهر يظل أكثر حدة في المناطق الحدودية منه في عاصمة الولاية. وكانت مصادر أمنية قد أرجعت في وقت سابق انخفاض تهريب المازوت إلى انعكاسات الضربة التي وجهتها مصالح الأمن لشبكة تزوير السيارات بمدينة مغنية في المدة الأخيرة، فقد تم تفكيك شبكة تعمل على نطاق واسع وتجند مهندسين يشتبه في تورطهم في عمليات تزوير واسعة للسيارات. 10 ألاف سيارة في خدمة التهريب وتشير تقديرات رسمية من مصالح ولاية تلمسان إلى أن آلاف السيارات المزورة، ينشط أصحابها منذ خمس سنوات على الأقل في مجال التهريب عموما ونقل المازوت، خصوصا وأن هذه السيارات تتنقل في بعض الأحيان بحمولتها نحو التراب المغربي، وهي ظاهرة مألوفة لدى سكان الشريط الحدودي المتاخم للمغرب. وفي هذا السياق حجزت قوات المصلحة الجهوية لمكافحة تهريب المخدرات 25 سيارة في الآونة الأخيرة تم استعملها في عمليات تهريب للوقود، وتبين بعد التحقيق أنها سيارات مزورة، وهو نفس الأمر بالنسبة ل 11 سيارة مزورة تم حجزها من طرف الشرطة القضائية لأمن ولاية تلمسان التي تعرف هذه الظواهر بكثرة. ولا تزال السيارات المزورة تستعمل على نطاق واسع في تنفيذ عمليات تهريب الوقود على مستويات مختلفة ومناطق متعددة في الشريط الحدودي، بينما قامت نافطال هذه الأيام بإطلاق حملة إعلامية تستهدف تحسيس المواطنين بنشاطها في تلمسان، إذ فتحت أبوابها للمواطنين بدار الثقافة بهدف إبعاد تهمة الأزمة عنها حسب تعاليق المواطنين الذين قالوا إن نافطال تصدر الملصقات في الشريط الحدودي بدلا من تزويد المحطات بما يكفي من الوقود، إلا أن الأزمة لا تزال قائمة بل توسعت إلى مناطق مختلفة من تراب تلمسان وإلى الولايات المجاورة، حيث تعرف محطات الوقود في وهران وسيدي بلعباس وعين تموشنت ومعسكر وغليزان أزمة بدت أشبه بنفس معالم الأزمة التي تعرفها مدينة تلمسان وبلديات الولاية. أزمة بفعل أصحاب النفوذ من جهة أخرى يرى البعض أن الأمر أكبر من مجرد تعليمة لتسقيف المازوت، إذ يؤكد البعض أن الظاهرة لن تتوقف فهي مرتبطة بطابع حدودي معروف وغير معلن عنه لأن الحدود بين الجزائر والمغرب لم تغلق بعد، ولا يمكن إحداث قرارات يمكن أن تنعكس سلبا على استقرار المنطقة، بدليل أن الأزمة لم تنته، بل تفاقمت وتوسعت خارطتها الجغرافية لأن التهريب لا يمكن توقيفه بقرارات إدارية بعيدة عن الواقع، وبعكس ذلك يرى مسؤولون في ولاية تلمسان أن تورطا واضحا لنافذين في إقامة محطات لبيع الوقود لا تبعد إلا ببضعة أمتار عن الشريط الحدودي بين الجزائر والمغرب، وأن القرارات الحالية تسعى إلى تسيير الأزمة إلى حين حلها، خاصة وأن كافة سكان الشريط الحدودي بشمال غرب الولاية ألفوا هذا النشاط دون وجود بدائل تنموية يمكن أن تؤدي إلى حل المشكلة نهائيا.