باشرت مصالح الأمن بولاية تلمسان حملة واسعة لمراقبة محطات الوقود تطبيقا لتعليمة والي ولاية تلمسان الرامية إلى تحديد كمية التزود بالوقود وشن حملة لتوقيف ومراقبة السيارات المشتبه في كونها وسيلة لتهريب الوقود نحو المملكة المغربية بالحدود الغربية، وأكد مصدر أمني رفيع المستوى إنّ تعليمات تم توجيهها لرجال الشرطة، قصد الانتشار عند مداخل محطات الوقود في نطاق اختصاصهم الأمني، لمراقبة وتفتيش المركبات، والسيارات المشتبه في كونها تستعمل في تهريب الوقود نحو الحدود المشتركة بين الجزائر والمغرب .وتتم عملية المراقبة والتفتيش بمعاينة الخزان، حيث يعمد المهربون إلى إحداث تغييرات على خزانات الوقود لسياراتهم، لنقل أكبر كمية ممكنة من الوقود في الشحنة الواحدة، وتفرض غرامة مالية على من يثبت أنه أخضع خزان الوقود لسياراته إلى تغييرات غير قانونية، كما تتم عملية حجز السيارة محل المراقبة من طرف مهندسي وزارة الطاقة والمناجم. وجاء قرار نشر أعداد من رجال الأمن أمام محطات بيع الوقود، في أعقاب الأزمة الحادة التي تعيشها المناطق الحدودية، حيث شملت تلمسان وسيدي بلعباس وعين تموشنت خاصة بعد إحصاء أكثر من7 آلاف سيارة يتم استخدامها في الشريط الحدودي مع المغرب لتهريب الوقود، كما أنّ عائدات هذا النشاط يقدر بالمليارات سنويائ.في حين أشارت مصادر مقربة من شركة نفطال أن المؤسسة الجزائرية «نفطال» قد عجزت عن التحكّم في الطلبات على البنزين، ما سبّب أزمة ونقصاً حاداً في الوقود، على طول المناطق المتاخمة للحدود الجزائرية المغربية، التي تستهلك ما يزيد عن 52 مليون لتر من الوقود سنويا من مختلف الأنواع ما نجم عنها أزمات أخرى كأزمات النقل حيث تعرف محطات بيع الوقود لولاية تلمسان طوابير لا تتوقّف على مدار الساعة، في ظل إزدحام يصنعه المئات من المهرّبين الذين يصطفّون بسياراتهم المعروفة، أمام المحطات التي باتت عاجزة هي الأخرى عن إستيعاب الظاهرة .ويضطر أصحاب السيارات إلى الانتظار لأزيد من ثماني ساعات في بعض المناطق الحدودية، من أجل الظفر بالبنزين لسياراتهم، وهي الظاهرة التي باتت تثير انزعاج المواطنين ، ومن جهة أخرى لم توضّح مؤسسة نفطال الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الأزمة الحادة، التي اشتدت منذ أزيد من أسبوع، حيث انخفضت حدّتها لأسابيع قليلة فقط. وتشبه الأزمة الراهنة تلك التي حدثت نهاية السنة الماضية، ومطلع السنة الجارية بمعظم جهات الوطن، نتيجة العجز في تموين المحطات بما تحتاجه من الوقود، ومعلوم أن الأزمة الراهنة لا علاقة لها باقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث من المتوقع أن تتوقف جلّ المحطات عن تقديم خدماتها لافتقادها للبنزين. ومعلوم أنّ مؤسّسة «سوناطراك» كانت قد أعلنت عزمها استيراد 205 مليون طن من الوقود، لتدارك العجز المسجّل، بينما كانت عدّة مصادر أشارت إلى أنّ تلك الشحنات لن تصل إلى البلاد في موعدها، مما سيؤدي إلى ظهور أزمة بنزين.هذا وتعرف محطات الوقود صراعا يوميا ما بين المهربين وأصحاب السيارات النفعية وسيارات النقل الجماعي ما جعل مسيري المحطات يطالبون بتدخل مصالح الأمن لفك الشجارات