اعتبرت صحيفة "إسرائيل هايوم" الإسرائيلية أن التحرك العسكري الذي شهدته مصر في الأسبوع الماضي، والذي تم بموجبه عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، هو فرصة حقيقية لعودة النظام المصري إلى نفس الحالة التي كان عليه في عصر الرئيس حسني مبارك الذي تم خلعه في "ثورة 25 يناير 2011". وأشار كاتب المقال "بواز بيسماث" إلى أن سبب هذه الانتفاضة التي شهدها مرسي سببها إحساس الشباب الليبرالي بأن الثورة التي قاموا بها ضد نظام مبارك قد تمت سرقتها من طرف جماعات "الإسلام السياسي" وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين، والذين كانت مكاسبهم جراء هذه التظاهرات الشعبية أكبر بكثير من مشاركتهم فيها .وشد انتباه الكاتب التعاطف الكبير الذي لقيه الإخوان في مصر عقب الانقلاب على الرئيس مرسي، من طرف الأحزاب الإسلامية في عدة دول عبر العالم، وخاصة تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي هاجم فيها قيادة الجيش المصري. وحول المستقبل السياسي للإخوان، أكدت "إسرائيل هايوم" أنه في حالة إقصائها من الساحة السياسية في البلاد، فإن هذا يعتبر إعلانا رسميا عن عودة نظام مبارك ورجالاته لحكم مصر، و"هو ما يشكل ضمانا قويا لأمن إسرائيل، وبالتالي لا داعي للبكاء على الديمقراطية التي انتهكها العسكر"، الأمر الذي يجعل الكرة في ملعب التيار الليبرالي المناهض لجماعة الإخوان المسلمين الذين حسموا خيارهم مبكرا باختيار محمد البرادعي لرئاسة الحكومة، وهو اختيار ناجم عن الاستفادة من التجارب السابقة، حيث اختاروا أقل القيادات كاريزيمية، حتى لا يمثل مركز تهديد مستقبلي لجنرالات الجيش المصري، أو لباقي القيادات الليبرالية. من ناحية أخرى، وجه الباحث في "مركز أبحاث العولمة" الموجود في كندا أصابع الاتهام إلى الإدارة الأمريكية، وبالخصوص وزارة الدفاع "البانتاغون" بالوقوف خلف الانقلاب الذي أسقط حكم الرئيس محمد مرسي يوم الأربعاء الماضي. واستبعد الباحث "مايكل شوسودوفسكي" أن يكون التحرك الذي قام به قائد الجيش المصري الفريق عبد الفتاح السيسي، جاء بدون تنسيق وقبول من طرف وزير الدفاع الأمريكي "تشاك هيغل"، والدليل على ذلك كثافة الاتصالات الهاتفية خلال الساعات الأخيرة التي سبقت إعلان تنحية مرسي. ومن المؤشرات القوية الأخرى على ضلوع الولاياتالمتحدة في "الفتنة" التي حصلت في مصر هو أن معاهد غربية، وكذلك منظمات المجتمع المدني مثل "حركة كفاية" وحركة "6 أفريل"، والتي اتهمها الباحث بتلقي أموال من وزارة الخارجية الأمريكية، وهي اليوم تنفذ الأوامر الصادرة لها من طرف واشنطن.