بثت قناة ''فرانس ''24 شريط فيديو لإمارة الصحراء بتنظيم الجماعة السلفية مدته 40 دقيقة. ويظهر في الشريط أمير التنظيم الإرهابي في منطقة الساحل جنوب الصحراء مختار بلمختار المدعو ''لعور''. كما يظهر التسجيل، الذي لا يعلم تاريخ ولا مكان تصويره، 15 إرهابيا منتميا لإمارة الصحراء التي اختصت في اختطاف الأجانب وابتزاز حكوماتهم مقابل دفع فدية نظير إطلاق سراحهم وهم يرتدون ألبسة أفغانية رثة وحاملين رشاشات كلاشينكوف. وحاول الشريط أن يظهر لهجات مختلفة لتلك العناصر حيث يتحدث البعض باللهجة الجزائرية والموريتانية، بالإضافة إلى اللهجات المحلية لدول الساحل، في محاولة من أمراء التنظيم إظهار البعد المغاربي لعناصره. واعتبر الخبراء الأمنيون المطلعون على تفاصيل الشريط المسجل في 40 دقيقة، والذي عثر عليه بحوزة أحد العناصر الفارين مؤخرا من التنظيم الإرهابي المسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، أن التسجيل لم يكن موجها للنشر لاعتبارات عدة أولها أنه كشف عن مدى هشاشة البنية اللوجستية والقتالي لدى عناصره، إضافة إلى أن قراءة سيميائية خفيفة للصورة تكشف صعوبة الأوضاع التي يمر بها التنظيم من حيث قلة المجندين الجدد في صفوفه وحتى من حيث البنية العسكرية والقتالية للتنظيم في حد ذاته. وركز الشريط على رجل يرتدي عمامة سوداء موجود وسط عناصره، ويتعلق الأمر بمختار بلمختار، وهو أحد الرؤوس الكبيرة للتنظيم الإرهابي بهذه المنطقة، وهو المسؤول عن اختطاف الأجانب بالفترة الأخيرة، ليتحول التركيز على شخص آخر يعتقد أنه الأمير أبو زيد وهو المسؤول عن خطف الجاسوس الفرنسي بيار كامت. ومن خلال هذا الفيديو يتبين أن الإرهابيين يمتلكون سيارات من نوع ''طويوطا ستايشن''. وبعد أن تم عرض أهم مظاهر الحياة في الصحراء يظهر الشريط أهم التدريبات الأساسية التي يجريها الإرهابيون، وهي عبارة عن تدريبات بدائية لا تعدو أن تتجاوز الجري والقفز مع إطلاق عيارات من الرصاص، حيث تظهر لقطات التركيز على تدريبات في الرمال، فضلا عن مقاطع صور توضح أن الإرهابيين يعتمدون على الإذاعات المختلفة في المنطقة من أجل تتبع آخر الأخبار خاصة العسكرية منها، كما أنهم يملكون أجهزة نقال عبر الأقمار الصناعية. أما المشهد الوحيد الذي تم تصويره ليلا في الظلام، ويظهر على ما يبدو اجتماع عدد من الجماعات المسلحة التي تتبادل المعلومات بحضور عدد كبير من الإرهابيين يخططون ويحضرون لمشاريعهم الإجرامية.