أخفقت قيادة ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' في تنفيذ أول عملية انتحارية رغم تنحية أمير منطقة الوسط عبد المومن رشيد المكنى ''رشيد حذيفة'' وتعويضه بقيادي جديد يدعى قوري عبد المالك المعروف باسم ''خالد أبو سليمان'' الأمير السابق لكتيبة الأرقم. وجاء فشل ''خالد أبو سليمان'' في تنفيذ الخطة المقررة ضد مركز الدرك الوطني بمنطقة عمال، بعد نجاح أفراد الدرك في رد الاعتداء الذي استعملت فيه شاحنة قادها أحد الانتحاريين، وهو ما اعتبر نكسة للتنظيم الإرهابي الذي لم يتردد في غلق الطريق الوطني رقم 5 من أجل تحقيق هذا الهدف. ويعتبر هذا الاعتداء الفاشل الذي نفذه ''خالد أبو سليمان'' الأول من نوعه منذ تعيينه في منصب أمير منطقة الوسط قبل شهرين -حسب تائبين من التنظيم الإرهابي-. وقد جاء ليؤكد حالة الضعف التي يوجد عليها التنظيم رغم التغيير الذي تم ضد ''رشيد حذيفة'' المعين مؤخرا في منصب رئيس اللجنة العسكرية لمنطقة الوسط، وهو منصب القصد منه وضع حد لتواجد أبناء العاصمة ضمن المناصب القيادية في ''الجماعة السلفية'' وتركيز القيادة على أبناء المناطق التي تمثل مثلث الموت وهي ''القادرية، دلس وزموري''، علما أن التغيير الجديد عزز الخلافات القائمة حول أساس التعيينات. فمن ناحية الأقدمية فإن ''رشيد حذيفة'' الذي أبعدته قيادة التنظيم الإرهابي من إمارة منطقة الوسط بسبب فشل العمليات الانتحارية يعتبر واحداً من قدامى ''الجماعة الإسلامية المسلحة'' وفشل في تنفيذ عمليات انتحارية منذ مقتل سفيان فصيلة على يد قوات الأمن سنة 2007. وهو أحد الذين نجحوا في الفرار من سجن تازولت سنة 1994، وظل يتدرج في مناصب المسؤولية ضمن التنظيمات الإرهابية إلى أن عين أميرا لمنطقة الوسط التي تعتبر مركز قيادة التنظيم الإرهابي لكن دون أن يكون بمقدوره فعل شيء بسبب لجوء أغلب قدامى ''الجماعة السلفية'' إلى تسليم أنفسهم إلى مصالح الأمن للعودة إلى ذويهم والطلاق مع الحياة في الجبل. أما ''خالد أبو سليمان'' الذي يرتكز على العوامل الجهوية كونه من منطقة القادرية والأخضرية التي تعتبر أحد معاقل التنظيم الإرهابي فإن تعيينه كان نكسة على ''الجماعة السلفية'' حيث تعتبر خطته التي أحبطتها فرقة صغيرة العدد من أعوان الدرك الوطني دليلاً على حالة الخوف التي تتملك الإرهابيين حتى في المناطق التي يعتقدون أن سكانها معهم. وبالإضافة إلى القضاء على عنصرين إرهابيين من المجموعة التي حاولت اقتحام مركز الدرك الوطني فقد أصيب عدد آخر بجروح واضطر ''خالد أبو سليمان'' الذي أشرف على العملية من قرب إلى الفرار بجلده بعد أن تأكد بأن بقاءه يعني نهاية أيامه على أيدي قوات الجيش التي كانت قد تحركت باتجاه المنطقة. وشبه خبراء في الشأن الأمني هذا الاعتداء مع نفس محاولة الاقتحام التي قام بها أمير ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' أبو مصعب عبد الودود في صيف 2008 ضد مركز الدرك الوطني بمنطقة يعكوران بتيزي وزو والتي انتهت بفشل محاولة الاقتحام وفرار دروكدال بجلده برفقة سفيان فصيلة أمير منطقة الوسط آنذاك. إرهابي فار يسرّب فيديو لحقائق مثيرة عن حقيقة تنظيم ''السّلفية''..! تمكّن أحد العناصر الإرهابية الفارّة من التّنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السّلفية للدّعوة والقتال، الناشطة تحت إمرة المدعو أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد المالك دروكدال، من تسريب صور لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تكشف الحياة الحقيقية للجماعات الإرهابية في الصحراء، ولم يتم تحديد تاريخ التقاط الصور أو المكان التي تم التقاطها بها، غير أن المتمعن فيها يتأكد من أنّها في منطقة صحراوية، لم يستبعد متتبعون للشأن الأمني أن تكون في منطقة غاو بشمال مالي، بالنظر إلى الشجيرات التي كانت نابتة في المكان، حيث تشبه بكثير تلك التي تم تصوير الرهائن الأوروبيين بها سابقا. ويظهر الشريط التي بثته القناة الفرنسية ''فرانس 24'' سهرة أول أمس، عناصر إرهابية أغلبها من الشباب وبعض الكهول، يرجح أنهم قياديون، وهي تتدرب بطريقة بسيطة جدا، لا علاقة لها بتلك التي كان التنظيم الإرهابي يصورها في الأقراص المضغوطة، وكذا تلك التي تتداولها المواقع الإلكترونية القريبة من التّنظيم الإرهابي، حيث تقفز العناصر على شريط من القماش، وتتمرغ في الرمال، وتتدافع مثل الأطفال في برك للماء القذر، فضلا عن صور أخرى لعناصر إرهابية وهي تتبادل أطراف الحديث وتتفرج على ''التدريبات''، الصور التي التقطها أحد أفراد المجموعة الفارة من التنظيم ولأول مرة، تؤكد من جديد ما تم الإعتراف به من قبل التائبين الجدد في تصريحاتهم أمام مصالح الأمن، حيث أكدّوا أن التنظيم الإرهابي لم يعد له أي هدف يسعى إلى تحقيقه، بل أصبح مجرد عصابات إجرامية تسعى لكسب ثروة من عمليات الإختطاف وتهريب الأسلحة والمخدرات، وأن النشاط الإرهابي لا يعد سوى تسكعا في الصحاري، عكسما يتم الترويج له من إنشاء دولة إسلامية و''الجهاد''. كما يظهر الشريط المسرب، رفض عدد من العناصر الإرهابية التقاط صور لها، في وقت غطّى آخرون وجوههم حتى لا تظهر، وفي ظلام دامس تم تبادل لإطلاق الرصاص، ربط فيما بعد بأنّه لقاء لعناصر أخرى من التنظيم، يتم التّرحيب بها بإطلاق النار. تمرغ في الرمال والمياه القذرة.. تدريبات عناصر دروكدال ل ''الجهاد'' وتبين بعض المقتطفات من الأحاديث الدائرة بين العناصر الإرهابية استخدام لهجات مختلفة؛ لا تخرج عن اللهجات المتداولة في منطقة المغرب العربي، حيث يخاطب الإرهابي المكلف بالتصوير أحد الإرهابيين الذي كان يصعد رمال الصحراء، وهو يغطي وجهه ''مغطي فمك.. ولا.. أعطيني أعطيني نظرة شوي''، بمعنى أنظر ناحيتي، فيستدير الإرهابي ويلوح بسلاحه ناحيته دون أن يتكلم. ويظهر الشريط المصور الذي تم إنجازه بطريقة غير متسلسلة وغير منظمة، صورا مختلفة للقطات متقطعة، كل العناصر الإرهابية ترتدي اللباس الأفغاني، عناصر لا يتجاوز عددها الخمسة عشر عنصرا، بعضهم لا يحملون أسلحة، وهم في غالبيتهم من الشباب، بمنطقة صحراوية شاسعة، يتحركون بكل حرية، غير أن اللافت في الشريط هو أن العناصر الإرهابية كانت في كل مرة تغير المنطقة، وكانت وجهتها الأخيرة قطع أحد الأودية بمنطقة الصحراء، أين توقفت السيارة التي كانت تنقل المؤونة، ولم يعد باستطاعتها إتمام الطريق، وما شدّ الإنتباه هو أن العناصر الإرهابية لم تعر الأمر أهمية لقلة مسؤوليتها، وواصلت التمرغ في المياه القذرة، حيث يظهر شباب في مقتبل العمر، وهم يجرون وسط الوادي ويترامون من منطقة لأخرى في وقت وقف آخرون ينظرون إلى السيارة المتوقفة. وفي لقطة أخرى؛ يظهر أحد الإرهابيين بلحية كثيفة يحمل هاتفا من نوع ثريا، يعتقد متتبعون للملف الأمني أن أمير الجماعة التي كانت رفقتهم، على اعتبار أن الهواتف النقالة ممنوعة عن ''الجنود'' ومسموح بها فقط للأمراء والقيادات، وتظهرهم الصور وكأنّهم من البدو الرحل الذين يعيشون في الخلاء، عكس ما كان يتم الترويج له من وجود دولة إسلامية في الجبل، في مكان مستقر تستقر به العناصر الإرهابية، حيث تحاول العناصر الإرهابية الإنسحاب شيئا فشيئا من الإقليم الجزائري ناحية صحراء السّاحل. مختار بلمختار يظهر لأول مرة للعلن في صور مسربة من إرهابي فار أظهر شريط تم تسريبه من قبل أحد العناصر الإرهابية، بثته القناة الفرنسية فرانس 24 لأول مرة، صورا لقيادات التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حيث التقط المصور الفار من تنظيم دروكدال صورا لأمير التنظيم بمنطقة الصحراء مختار بلمختار، المدعو الأعور المكنى أبو العباس، وهو يقف رفقة بعض العناصر الإرهابية، دون أن ينطق ببنت شفة، كما أظهر الشريط المصور في لقطة أخرى، صورة للمدعو موسى المخترع، وهو يضع نظارات سوداء لتغطية العيب الذي مس عينه، بعد أن فقدها بسبب تعرضه لتفجير إرهابي أفقده ذراعه الأيمن أيضا. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها صور لقيادات التنظيم الإرهابي، دون أن تكون على علم بأنّها تصور ليتم بث صورها، وفي هذا الشأن؛ يعتقد متتبعون يشتغلون على الملف الأمني، أن الصور المسربة من التنظيم، ستمكن مصالح الأمن من تحديد منطقة هذا الأخير، بعد أن تعرف عليه أحد المفاوضين الذي شارك في عمليات التفاوض بشأن الرعايا الأوروبيين المحتجزين، في وقت يرجّح ملاحظون أن السبب وراء تسريب هذه الصور، كان بإيعاز من العناصر الإرهابية التي تحاول تبييض صورتها، والحصول على دعم بشري يمكنه من الإستمرار، من خلال تجنيد عناصر إرهابية جديدة يساهم الإعلام في جلبها وذلك ببثها عبر القنوات المرئية التي تعرف صدى واسعا، على غرار ما تم مع القناة الفرنسية التي يرجّح أن التنظيم الإرهابي قد أبرم معها صفقة ناجحة للترويج له، وإظهار التنظيم وكأنه صاحب قضية يسعى للدّفاع عنها.