أرشيف فيديو نادر للجماعات الإرهابية في الصحراء بثته قناة "فرانس 24" من490 دقيقة خلال فترات الإسترخاء والإستراحة وهم يمرحون مع بعضهم ويداعبون بعضهم، وبعضهم الآخر يستمع للراديو، في أحد معاقلهم، تظهر فيه مجموعة تضم حوالي 15 عنصرا، بعضهم فقط يحملون السلاح، من بينهم أبو زيد ومختار بلمختار المدعو الأعور وموسى المخترع، وركز الشريط على جانب آخر من الحياة اليومية لأعضاء ما يسمى بتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" وهم يتدربون كما لو كانوا في مخيمات كشفية، ويبدو أنهم من يوجهون الأوامر خلال الحصة التدريبية. الفيديو التقطه أحد أعضاء المجموعة وكان من المفترض أن يبقى بحوزتهم، ولا يطلع عليه أحد، ويظهرون فيه على طبيعتهم وكأن الفيلم يصور لقاء بين مجموعة من الأصدقاء، لا يكترثون لمصور الشريط ولا يتكلفون في تصرفاتهم وأقوالهم، فالشريط لم يكن مخصصا للبث، وهنا تكمن أهميته . ويمكن من خلال أحاديثهم، التعرف على اللهجة الجزائرية والموريتانية والمغربية ولهجة سكان الحدود بين تونس وليبيا، ويظهرون في بعض اللقطات وهم يتسلقون هضبة، ليتمكن أحدهم من استعمال هاتف من نوع الثريا، ويعيشون كالبدو الرحل. ومن بين الوجوه التي تظهر، مختار بلمختار الملقب ب "بلعور"، وهو يمرح معهم، ويرتدي شالا أسود، كما يظهر أبو زيد وإسمه "حميد السوفي" أمير كتيبة طارق بن زياد أحد القياديين الراديكاليين في التنظيم الارهابي، وهو كبير في السن، ذو لحية بيضاء، يضع عمامة صفراء ويرفض تصويره . ومن بين الذين يظهرون في الفيديو عنصر بنظارات سوداء يدعى "المخترع" وإسمه "موسى"، فقد ذراعا وعينا بسبب المتفجرات، ويظهر في الفيديو وهو يمرح مع عناصر الجماعة في فترات الإسترخاء أو فترة التمارين. ويظهر في الفيديو شخص آخر وهو يسترخي متكئا على برميل وعنصر آخر يستلقي على الرمل ويوجد أمامه وعاء طبخ، وعنصران آخران يمازحان بعضهما. كما تظهر في الفيديو سيارة على شكل "عربة مازدا أو تويوتا" متوقفة، قربهم، ويوجد فوقها عتاد ومؤونة، كما توجد فوقها عجلة احتياطية، وتظهر في الفيديو أحذية وأغراض أخرى، خاصة بعناصر المجموعة، متناثرة هنا وهناك، وأحدهم يشعل النار استعدادا للمبيت، ومع حلول الظلام يلتقي عناصر المجموعة بعناصر أخرى من التنظيم ويتم الترحيب بهم بإطلاق الرصاص، ثم يظهر عناصر المجموعة يقومون بتمارين بسيطة حفاة في الرمال الصحراوية، ويشرف عليهم، جزائريون يرتدون اللباس الأفغاني، وعلى رأسهم مختار بلمختار وأبو زيد، وموسى المخترع .