صدمة كبيرة عاشها نهار أمس كل من عرف المرحوم الزميل تومي أمين مراسل "البلاد" من خنشلة ، سواء بمقر سكناه بولاية خنشلة أو بمسكن والده الكائن بتجزئة " بلاد زدام " التابعة لحي بوعقال الشعبي بقلب مدينة باتنة، أين توجهنا لتقديم واجب العزاء لعائلته، وقد استقبلنا أخوه الأكبر وأثر الصدمة باد على وجهه وهو المفجوع في شقيقه الأصغر، حيث أكد بتأثر كبير أن خبر الفاجعة بلغهم قبيل ساعة السحور من الليلة ما قبل الماضية، وأن أمين قد توفي في انفجار لغم بالمكان المسمى السيار الواقع جنوبي خنشلة، وتم نقله إلى مستشفى سعدي معمر رفقة الضحية الثاني البالغ من العمر 31 سنة، و يضيف محدثنا تومي صابر الأخ الأكبر لأمين أنهم تنقلوا إلى المستشفى المذكور ليتفاجأوا كذلك بأن الضحية الثاني الذي توفي رفقة شقيقه لم يكن سوى ابن عمه البالغ من العمر 31 سنة، و حسب المعلومات الأولية فإن الضحيتين كانا على متن مقدمة سيارة ذات دفع رباعي فيما كان مرافقاهما يجلسان في مؤخرة السيارة. أمين صلى العشاء جماعة رفقة أصدقائه قبل التوجه إلى الصيد وفي حديثه المتواصل إلينا والممزوج ببحة الألم أكد السيد صابر تومي أن الضحايا الأربعة بما فيهم المرحوم أمين أدوا صلاة العشاء جماعة قبيل التوجه في رحلة الصيد بعد أن اتفقوا على الانطلاق بعد صلاة العشاء و قد قرنوا موعدهم بالصلاة لتجنب تخلف أي واحد منهم وهم الذين اعتادوا على الذهاب جماعة لممارسة هواية الصيد بغابات منطقة خنشلة، غير أن الموت لم يمهل أمين و رفاقه لاقتسام غنيمة الرحلة . درس الصحافة بباتنة و الكل يشهد له بحسن السلوك و سمو الأخلاق كما أكد لنا شقيق الزميل أمين أن دراسته الجامعية الأولى كانت بقسم الإعلام والاتصال بجامعة الحاج لخضر بباتنة حيث تخرج منذ خمس سنوات ليلتحق بالعمل الصحفي ويقوم كذلك بالتسجيل بالملحق الجامعي بخنشلة لدراسة فروع أخرى حيث كان شغوفا بالدراسة ومتفوقا منذ صغره، كما يشهد الجميع له باستقامة السلوك وسمو الأخلاق، وهو الذي ولد وترعرع بباتنة قبل أن ينتقل إلى خنشلة بحكم ظروف عمله و دراسته وارتباطه بأصدقائه هناك. والدة المرحوم : " فجعني أمين بعد عشرة أيام من وفاة والدتي" ووسط الأجواء الحزينة التي خيمت على منزل والد المرحوم بباتنة طلبنا من شقيقه أن نقابل والدته التي كانت تجلس بمفردها في قاعة الاستقبال وهي تذرف دموعا صابرة ومحتسبة، وقد استقبلتنا بعبارات " الحمد لله ، الحمد لله ، قدر الله و ما شاء فعل " ولم تكن حالتها تسمح بالحديث مطولا عن المرحوم غير أنها أكدت أنه آخر العنقود بما تحمله الكلمة من عمق الارتباط بين الأم وفلذة كبدها الأصغر، وما تكنه له من معزة خاصة وسط إخوته الثمانية، علما أن المرحوم أمين له 16 أخا تسعة منهم من الزوجة الأولى لوالده ، و تضيف والدة المرحوم السيدة شناح خيرة بتأثر عميق وهي بالكاد تسترجع الأنفاس والكلمات أن والدتها جدة أمين لم تمر على وفاتها سوى عشرة أيام ليلتحق بها المرحوم في هذه الأيام الاولى من الشهر الفضيل