باشرت قوات الجيش الوطني الشعبي عمليات تمشيط واسعة النطاق لغابات الولايات الشرقية خاصة المتاخمة للشريط الحدودي مع تونس، على غرار تبسة وسوق أهراس والطارف التي ما يزال يتواجد بها، بقايا فلول الجماعات الإرهابية. وذكرت مصادر مأذونة ل"البلاد" أن هذه التحركات للمصالح الأمنية تستهدف تأمين المدن والحيلولة دون تمكن الإرهابيين من تنفيذ اعتداءاتهم خلال شهر رمضان. رفعت قوات الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب من وتيرة عملياتها العسكرية منذ بداية شهر رمضان، بالنظر إلى استغلال فلول الإرهابيين نقص اليقظة لدى المواطنين لتنفيذ اعتداءاتهم الإجرامية. وأشارت مصادر متابعة للشأن الأمني، إلى أن العناصر الإرهابية التي قامت بزرع وتفجير عدة قنابل ببعض طرق ولايات جيجل وخنشلة وتبسة وباتنة وسكيكدة حاولت إعطاء الانطباع بأنها كسرت الطوق الأمني المفروض عليها، وبإمكانها تنفيذ ضربات ضد مصالح الأمن. وأورد المصدر أن مصالح الأمن المشتركة تقوم حاليا بحملة تمشيط واسعة النطاق بتخوم بلدية عقلة قساس، 57 كلم شمالي غرب عاصمة الولاية تبسة، بحثا عن المجموعة الإرهابية تتكون من 4 إلى ستة أفراد، حيث تقوم القوات الجوّية المدعمة بالمروحيات باستطلاع جوي بصحاري وادي سوف، امتدادا إلى غاية حدود جبال أم الكماكم المطلة على دائرة بئر العاتر شمالا، إلى غاية الحدود الشرقية. وفي ولاية سكيكدة، يمشط الجيش جبال منطقة وادة بكركرة، لمحاصرة الجماعات الإرهابية التي تنشط على محور السلسلة الجبلية الرابطة بين بلدية الكركرة وعين قشرة خاصة أدغال منطقة وادة التي تستعمل ملاجئ خلفية لفلول بقايا الإرهاب الهمجية، وذلك باستعمال المدفعية الثقيلة والطائرات العمودية في مناطق مركزة بتلك الجهات. وحسب مسؤول أمني رفيع المستوى، فإن الجيش تلقى معلومات بوجود عناصر إرهابية تنتمي لكتيبة الفتح المبين التي تضم في صفوفها أبناء المنطقة على غرار الإرهابي عزوز بورقبة، كقائد للكتيبة، وقد أقدم عناصر تابعون لها ليلة أول أمس على اغتيال قائد الدفاع الذاتي بوسط بلدية كركرة المسمى "ب. رابح" وفروا إلى غابات وادة صعبة التضاريس عبر الملعب البلدي المحاذي لواد القبلي. وتفيد ردود الفعل بأن العناصر الإرهابية لم تخرج عن نطاق عملياتها المنحصر بين مثلث ولايات تبسة وخنشلة وسوق أهراس. ويكون هذا الأمر وراء تركيز قوات الأمن في خطتها على تعزيز الرقابة على الطرقات الوطنية والفرعية المؤدية إلى هذه المدن، لمنع تموينها بالمؤونة والذخيرة، مع نصب كمائن في مختلف غابات المنطقة التي تنتقل من خلالها العناصر الإرهابية في تحركاتها.