كشفت مصادر عسكرية محلية رفيعة المستوى ل”الفجر”، أمس، عن إطلاق قيادة الجيش الشعبي الوطني بولاية تبسة وبالتنسيق مع قيادات الجيش بعدد من ولايات الشرق الجزائري، عمليات مسح وتمشيط تحت اسم ”الفتح المبين”، تهدف بالدرجة الأولى إلى محاربة بقايا الإرهاب والقضاء على ما تبقى من فلول الإرهابيين. كبدت القوات المشتركة العناصر الإرهابية خسائر فادحة، حيث تم في المدة الأخيرة القضاء على 23 إرهابياً والقبض على 10 آخرين، واسترجاع كميات معتبرة من الأسلحة المختلفة والذخيرة الحية (أكثر من 3 قناطير من البارود)، كما تم تفكيك أزيد من 100 قنبلة ولغم وتدمير نحو 85 مخبأ (كازمة) وذلك على الشريط الحدود لولايات أم البواقي، خنشلة، تبسة، الوادي، بسكرة، باتنة وسوق أهراس. وحسب ذات المصادر، فقد تم تدعيم قوات الجيش الشعبي الوطني بأعداد ضخمة وغير مسبوقة من وحدات قتالية مختصة في مكافحة الإرهاب، تم الاستنجاد بها من ثكنات عدد من ولايات الشرق الجزائري، وقدرت نفس المصادر قوامها ب3 آلاف عسكري من مختلف الرتب، وذلك للاعتماد عليها في تنفيذ هذه العمليات العسكرية الواسعة النطاق والتي ستنطلق بصفة رسمية، بحر الأسبوع الجاري على أقصى تقدير. هذا وتنشط العديد من السرايا والكتائب الإرهابية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي بمنطقة الشرق الجزائري التي اتخذتها الجماعات الإرهابية معبراً هاماً يفصل ما بين الجنوب والشمال، وقامت بإنشاء قاعدة خلفية لها بهذه المنطقة المعروفة بتضاريسها الجغرافية الوعرة والصعبة واعتبارها منطقة استراحة محارب ولجمع المؤونة والأسلحة والتخطيط لعملياتها. وقد أفاد شهود عيان من مواطني ولاية تبسة ل”الفجر” أنهم شاهدوا منذ بداية الأسبوع الماضي تنقل مئات الشاحنات العسكرية والآليات الحربية نحو جنوب الولاية مدعومة بقوات جوية حربية قادمة من مطار بئر رقعة بولاية أم البواقي - الذي يعتبر أكبر قاعدة عسكرية جوية بإفريقيا - ومن المرتقب أن تنطلق عمليات ”الفتح المبين” من منطقة نقرين المراسمة الحدودية مع ولاية الوادي، مروراً بمنطقة فركان، لتمس كامل إقليم ولاية تبسة، وحتى الحدود الغربية مع ولاية خنشلة. وتعتبر جبال الجبل الأبيض، أم الكماكم، بورمان، القابل بوجلال، أرغو، رأس العش وبودخان الممتدة على الشريط الحدودي لولايات تبسة، خنشلةوالوادي من أهم معاقل الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة الشرق الجزائري الأقصى. ومن جهة أخرى، أصيب، نهاية الأسبوع الماضي، عسكري يعمل ضمن قوات الجيش الشعبي الوطني بتبسة، بجروح خطيرة على مستوى ساقيه، وذلك إثر انفجار قنبلة تقليدية الصنع بعد أن لمسها أثناء عملية مسح وتمشيط على مستوى عدد من المناطق الجبلية ببلدية سطح قنتيس جنوب غرب ولاية تبسة، بحسب ما أفادنا به مصدر عسكري محلي موثوق. وقد تم نقل العسكري على جناح السرعة إلى مستشفى علي منجلي العسكري بقسنطينة بسبب خطورة إصابته. وحسب ذات المصدر العسكري فإن القنبلة كانت مغروسة بطريقة تمويهية على مستوى إحدى المسالك الترابية بجبل أرغو، وقد تم سماع دوي انفجارها من مسافة بعيدة وهو ما يؤكد قوتها، ليسارع زملاء العسكري المصاب إلى إسعافه، قبل أن تلتحق قوة قتالية أخرى حيث شرعت في تقفي أثر الإرهابيين الذين زرعوا تلك القنبلة. وحسب ذات المصدر فإن انفجار هذه القنبلة يعتبر الثالث من نوعه في ظرف شهر واحد، حيث سبق وأن توفي عسكريان وفرودار، وجرح 8 أشخاص بشظايا القنابل والألغام.