رئيس الجمهورية: متمسكون بالسياسة الاجتماعية للدولة    رئيس الجمهورية يؤكد أن الجزائر تواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة    الشروع في مراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوربي السنة القادمة    المطالبة بمراجعة اتفاق 1968 مجرد شعار سياسي لأقلية متطرفة بفرنسا    تنظيم مسابقة وطنية لأحسن مرافعة في الدفع بعدم الدستورية    مراد يتحادث مع المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة    صدور مرسوم المجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات مهنة الصحفي    الكشف عن قميص "الخضر" الجديد    محلات الأكل وراء معظم حالات التسمم    المعارض ستسمح لنا بإبراز قدراتنا الإنتاجية وفتح آفاق للتصدير    انطلاق الطبعة 2 لحملة التنظيف الكبرى للجزائر العاصمة    عدم شرعية الاتفاقيات التجارية المبرمة مع المغرب.. الجزائر ترحب بقرارات محكمة العدل الأوروبية    رئيس الجمهورية: الحوار الوطني سيكون نهاية 2025 وبداية 2026    ماكرون يدعو إلى الكف عن تسليم الأسلحة لإسرائيل..استهداف مدينة صفد ومستوطنة دان بصواريخ حزب الله    العدوان الصهيوني على غزة: وقفة تضامنية لحركة البناء الوطني لإحياء صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: فيلم "ميسي بغداد" يفتتح المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة    للحكواتي الجزائري صديق ماحي..سلسلة من الحكايات الشعبية لاستعادة بطولات أبطال المقاومة    البليدة..ضرورة رفع درجة الوعي بسرطان الثدي    سوق أهراس : الشروع في إنجاز مشاريع لحماية المدن من خطر الفيضانات    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يعود بعد 6 سنوات من الغياب.. الفيلم الروائي الجزائري "عين لحجر" يفتتح الطبعة ال12    الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية : ندوة عن السينما ودورها في التعريف بالثورة التحريرية    رئيس جمهورية التوغو يهنئ رئيس الجمهورية على انتخابه لعهدة ثانية    بيتكوفيتش يعلن القائمة النهائية المعنية بمواجهتي توغو : استدعاء إبراهيم مازا لأول مرة ..عودة بوعناني وغياب بلايلي    الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف، مولودية قسنطينة ونجم التلاغمة في المطاردة    اثر التعادل الأخير أمام أولمبي الشلف.. إدارة مولودية وهران تفسخ عقد المدرب بوزيدي بالتراضي    تيميمون: التأكيد على أهمية التعريف بإسهامات علماء الجزائر على المستوى العالمي    بداري يعاين بالمدية أول كاشف لحرائق الغابات عن بعد    حوادث المرور: وفاة 4 أشخاص وإصابة 414 آخرين بجروح خلال ال48 ساعة الأخيرة    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41825 شهيدا    بلمهدي يشرف على إطلاق بوابة الخدمات الإلكترونية    لبنان تحت قصف العُدوان    البنك الدولي يشيد بالتحسّن الكبير    شنقريحة يلتقي وزير الدفاع الإيطالي    يوم إعلامي لمرافقة المرأة الماكثة في البيت    إحداث جائزة الرئيس للباحث المُبتكر    أسماء بنت يزيد.. الصحابية المجاهدة    دفتيريا وملاريا سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل القاطنين    الأمم المتحدة: نعمل "بشكل ثابت" لتهدئة الأوضاع الراهنة في لبنان وفلسطين    سايحي: الشروع قريبا في تجهيز مستشفى 60 سرير بولاية إن قزام    الجزائر حاضرة في مؤتمر عمان    طبّي يؤكّد أهمية التكوين    استئناف نشاط محطة الحامة    بوغالي يشارك في تنصيب رئيسة المكسيك    افتتاح الطبعة ال12 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي    الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف, مولودية قسنطينة و نجم التلاغمة في المطاردة    صحة: تزويد المستشفيات بمخزون كبير من أدوية الملاريا تحسبا لأي طارئ    رابطة أبطال إفريقيا (مرحلة المجموعات-القرعة): مولودية الجزائر في المستوى الرابع و شباب بلوزداد في الثاني    الجزائر-البنك الدولي: الجزائر ملتزمة ببرنامج إصلاحات لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة    ديدوش يدعو المتعاملين المحليين للمساهمة في إنجاح موسم السياحة الصحراوية 2025/2024    سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل قاطني المناطق التي شهدت حالات دفتيريا وملاريا بالجنوب    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"منتدى البلاد" يناقش الأزمة في مصر: "لو تبنى إخوان مصر نهج الغنوشي لما فشلوا"


مصر: انقلاب عسكري أم ثورة ثانية؟
اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد: ما حصل في مصر "تصحيح ثوري" وليس انقلابا
سفياني جيلالي: مصر شهدت "انقلابا عسكريا" سيجعلها مسرحا للتدخلات الأجنبية
فريد بن يحي: هو "انقلاب" مدبر قبل أشهر من مظاهرات 30 جوان ويصب في مصلحة إسرائيل
يستخدم الإخوان المسلمون وأنصارهم تعبير "انقلاب عسكري" ويؤمنون بأن الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي من سدة الحكم تمت في إطار ثورة مضادة جرى الإعداد لها من قبل الجيش والقوات الموالية لمبارك وبعض الدول العربية والغربية. وفي المقابل، يرى الجيش أنه قام بهذه الخطوة لتلبية مطالب الشعب المصري الذي نزل للشارع بأعداد غفيرة في الثلاثين من جوان الماضي، وهو ما أثار جدلا بين ضيوف "ندوة البلاد" التي خصصت للحديث حول تطورات المشهد السياسي والأمني في مصر، وان كان ضيوف "البلاد" قد اتفقوا على توصيف الذي حدث في مصر على أنّه "انقلاب" من الناحية التقنية، إلاّ أنّ كل واحد منهم ذهب في توصيف حيثيات هذا الانقلاب بطريقة مخالفة، بين من رأى في ذلك "تصحيحا ثوريا" ومحاولة لإنقاذ ثورة 25 جانفي التي انحرف بها الإخوان المسلمون والرئيس محمد مرسي، وآخر رأى أنّ الذي حدث مزيج بين الانقلاب العسكري والثورة، فيما وصفه طرف آخر ب "الانقلاب العسكري" وحذّر من مآلاته ومخاطره، خصوصا على استقرار وأمن مصر.
فمن جهته، يرى رئيس حزب "جيل جديد" سفيان جيلالي، أنّه من الناحية التقنية، لا يمكن توصيف الذي حدث في مصر سوى ب "الانقلاب العسكري"، فالأمور بالنسبة لجيلالي سفيان واضحة للجميع، وحدوث "انقلاب عسكري " في مصر لا يمكن إنكاره، ما دام أنّ الرئيس المعزول محمد مرسي جاء عن طريق الصندوق، ومن خلال الإرادة الشعبية وبأسس ديمقراطية، ولكن سفيان جيلالي يرى بأنّ السؤال الأهم من البحث حول توصيف معين لما حدث في مصر، هو فتح نقاش واسع حول ما إذا كانت خطوة الجيش بعزل مرسي هي الحل الوحيد والمناسب لمصر.
ولا يرى هنا سفيان جيلالي أن يكون بالضرورة سلوك المؤسسة العسكرية بعزل مرسي، سلوكا صحيحا، أو حلا لمشاكل مصر والشعب المصري، ويشير جيلالي إلى أنّ مصر حاليا ونتيجة لهذا "الانقلاب" تعيش حالة وصفها ب "القابلية للاستعمار"، حيث يسمح وضعها الحالي بفتح الأبواب على مصراعيها أمام المزيد من التدخل الأجنبي والخارجي، خاصة من دول الخليج والدول الغربية العظمى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وتصبح بذلك مصر مسرحا للتدخلات الأجنبية في ظل الانقسام الحاد الحاصل بين الشعب المصري، طرف داعم ل "الانقلاب العسكري" وطرف آخر يدعو لعودة مرسي لقصر الرئاسة ك "رئيس شرعي منتخب". ويضيف جيلالي سفيان إلى أنّ مصر الآن مرشحة لدخول نفق العنف والاضطرابات في حالة تمسك كل طرف برأيه، وأنّ مؤشرات كثيرة تؤشر لأزمة كبيرة بمصر، قد تنفجر في أي لحظة. مع العلم أنّ أي انفجار بمصر سيصيب منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
ويلخص سفيان جيلالي الحدث المصري في قوله أنّ ما "حصل هو سوء فهم وتفاهم بين جميع الأطراف المصرية، نتيجة قلة التجربة الديمقراطية بعد 40 سنة من الحكم الاستبدادي، فالشمولية تركت آثارها ولا تمحى في سنة أو سنتين وهذا دليل على عدم استيعابهم لماهية الديمقراطية".
من جانبه، يتفق المحلل السياسي فريد بن يحي، مع سفيان جيلالي في توصيف الذي حصل بمصر على أنّه "انقلاب عسكري"، لكن من ناحية تقنية، باعتبار أنّ الرئيس المعزول محمد مرسي منتخب وحصل على 52 بالمئة من أصوات الناخبين المصريين، وأشار بن يحي إلى أنّ الانقلاب لا يمكن أن يحصل خلال المهلة التي قدمّها الجيش لمرسي والمتمثلة في 48 ساعة، ويجنح المتحدث إلى إمكانية أن يكون الانقلاب مدبر قبل أشهر من خروج المصريين للشارع.
أمّا اللواء المتقاعد، عبد العزيز مجاهد، فلا يرى في ما حدث في مصر "انقلابا عسكريا" بمفهومه السلبي، بل يصفه بأنّه "تصحيح ثوري" جاء نتيجة لانحراف مسار ثورة 25 جانفي تحت قيادة الرئيس المعزول محمد مرسي للبلاد وسيطرة الإخوان المسلمين على المشهد السياسي بمصر، واعتبر مجاهد أنّ المؤسسة العسكرية تحركت استجابة لملايين المصريين الذين نزلوا للشارع مطالبين برحيل مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، ونتيجة لتحركات سابقة قامت بها حركة "تمرد" التي جمعت 36 مليون توقيع من أجل إسقاط مرسي، وهو الأمر الذي اعتبره اللواء المتقاعد بمثابة "استفتاء شعبي" أكّد على وجوب رحيل مرسي، ووصف حركة "تمرد" بأنّها شكل من أشكال الديمقراطية المباشرة.
نسيم. ع
ضيوف "البلاد" يشرحون أسباب ما آلت إليه الأوضاع بمصر
"لو تبنى إخوان مصر نهج الغنوشي لما فشلوا"
عبد العزيز مجاهد: مرسي نصب نفسه "فرعونا" و"أخون" الدولة المصرية
جيلالي سفيان: السبب الرئيسي هو "سوء فهم" العملية الديمقراطية
ما الخطأ الذي حدث في مصر بعد عام واحد فقط من تنصيب أول رئيس منتخب للبلاد؟، السؤال الذي كان محل نقاش طيلة مدة "ندوة البلاد" التي جمعت خبراء في الشأن السياسي والعسكري، وعدّد الحاضرون مجموعة من الأخطاء التي حدثت خلال سنة واحدة من حكم الإخوان المسلمين في مصر، البعض حمّل الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين وحدهم مسؤولية ما آلت إليه أوضاع مصر، والبعض الآخر طرح أخطاء كل طرف، سواء الجيش، أو الرئاسة وحتى المعارضة.
فمن جانبه، يؤكّد المحلل السياسي فريد بن يحيى، أنّ أول خطأ في مصر بعد ثورة 25 جانفي هو الذهاب نحو إجراء انتخابات رئاسية مسبقة، وهي الخطوة التي وصفها المتحدث ب"الخطأ الكبير"، حيث إنّ أي ثورة شعبية تحدث نقلة بحجم إسقاط نظام سياسي بأكمله، يحتّم المرور على مرحلة انتقالية قد تدوم لسنتين أو أكثر يتم خلالها انتخاب جمعية تأسيسية تضع دستورا لكافة ولجميع المصريين، يمكّن تعايش الجميع رغم اختلاف تياراتهم وآرائهم وأفكارهم وخلفياتهم الإيديولوجية.
وتأسف بن يحيى لغياب النموذج التونسي عن مصر، وعدم امتلاك الإخوان المسلمين بمصر لرجل مثل الشيخ راشد الغنوشي، الذي رفض خوض الانتخابات الرئاسية والترشح لرئاسة تونس، خاصة أنّه بمقدوره أن يصبح رئيسا للبلاد، بحكم أن شعبيته هائلة، خصوصا في الفترة الوجيزة التي تلت سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، لكنّه فضلّ المرور على مرحلة انتقالية وانتخاب مجلس تأسيسي لوضع الدستور، وانتهج نهج المشاركة لا المغالبة، حيث شارك الحكم مع أطياف وتيارات أخرى، منها التيار العلماني واليساري، واختار منصف المرزوقي لرئاسة تونس، ما أعطى مصداقية أكثر للعملية الديمقراطية في تونس داخليا وخارجيا.
وفي سياق الأخطاء التي أدت إلى الوضع الحالي بمصر، أضاف بن يحيى أنّ مرسي قام بتفصيل دستور على مقاس الإخوان المسلمين الذين يتبنون نظام الخلافة الإسلامية، عكس الشباب المصري الذي كان مفجرا لثورة 25 جانفي، الذي لا ينسجم مع هذه الأطروحات والتوجهات. كمّا حمّل أيضا المسؤولية للجيش المصري، حيث أكّد بن يحيى أنّ المؤسسة العسكرية ارتكبت خطأ شنيعا بانحيازها لطرف ضد طرف آخر من الشعب المصري.
من جهته، قال اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد إنّ الرئيس المعزول محمد مرسي لمّا وصل إلى الحكم، قام بإجراءات "قاتلة" أدت به وبمصر إلى الوضع الحالي، وذكر مجاهد مثلا، أن عزله لقادة المجلس العسكري كان أول أخطاء مرسي، ومن ثمّ قام بعزل النائب العام المصري، علما أنّ مصر تتبنى النظام الامريكي في هذا الموضوع، حيث لا يمكن إقالة النائب العام، كونه لا يتغير إلاّ بالاستقالة أو الوفاة، مما أدار عليه حربا من القضاء، وتابع مجاهد قائلا "مرسي عوض أن يغير القوانين، غيّر الأشخاص، وبدأ يتجه نحو أخونة الدولة".
وأضاف اللواء المتقاعد أنّ الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في ديسمبر 2012، أعطاه سلطات "الفرعون" وأصبح فوق كل شيء وفوق القانون ولا أحد بإمكانه رفض قراراته المحصنة، وهو الخطأ الذي كان بداية نهاية مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.
أمّا السياسي جيلالي سفيان، فيرى أنّ سبب حدوث "الانقلاب العسكري" مرده "سوء فهم" المصريين عامة والإخوان بشكل خاص للعملية والثقافة الديمقراطية، فمن جهتهم، فهم الإخوان المسلمون أن الشعب بانتخابه مرسي رئيسا لمصر قد منحه وكالة لأخونة الدولة المصرية، إضافة للمشاكل الكثيرة التي تعاني منها مصر، فمثلا، 50 بالمائة من الشعب المصري تحت خط الفقر، 6 أشهر ومصر لم تستورد القمح، ارتفاع كبير في المديونية، أزمة نهر النيل، إضافة إلى أزمة الطاقة، كانت كلها مؤشرات تنذر بأزمة كبيرة في مصر.
نسيم. ع
ضيوف "البلاد" اختلفوا في من يملك مفاتيح الحل واتفقوا على:
لا بديل عن الحوار والوحدة بين المصريين للخروج من نفق الأزمة
تعددت طروحات أطراف الندوة التي نظمتها "البلاد" حول خارطة الطريق التي من شأنها إخراج مصر من الأزمة الراهنة، وحالة الاحتقان والاضطراب التي تنذر "البلاد" بحرب أهلية مدمرة، في حال استمر طرفا النزاع في عدم تقديم تنازلات تسمح بالتوافق في سبيل المصلحة العليا للبلاد.
وبرأي الخبير الاستراتيجي فريد بن يحيى، فإن سيناريو عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، فإن حل الأزمة الراهنة في مصر تكمن في القيام بالخطوة التي أخطأ المصريون بعدم اعتمادها في المرحلة السابقة، وهي القبول بمرحلة انتقالية، يتم فيها التوافق بين الأطراف على معالمها بصورة لا تقصي أحد وتشمل جميع الأطراف، بتأسيس مجلس انتقالي يضم على سبيل المثال 8 أعضاء من كل القوى السياسية الفاعلة والقوات المسلحة، يشرف على تنظيم انتخابات تعين من خلالها جمعية تأسيسية تضع مسودة الدستور والانتخابات البرلمانية، وتحدد النظام الأمثل لتسيير البلاد سواء كان رئاسيا أو برلمانيا.
وفي حالة عدم تبني المصريون هذا الخيار للخروج من أزمتهم خلال فترة تمتد من 30 إلى 40 يوما، فإن مصر مهددة حسب ضيف "البلاد" بالدخول في حرب أهلية مدمرة، قد تكون أسوأ من تلك التي تشهدها سوريا حاليا، خصوصا أن هناك خطر داهم يتمثل في الجماعات الجهادية التي يمكن أن تستعيد نشاطها المسلح في أي وقت مستغلة الاضطرابات الحالية وتدفق الأسلحة التي مصدرها الحدود الغربية مع ليبيا التي باتت تهدد كل دول جوارها لغياب سلطة الدولة على مساحات واسعة فيها.
لكن رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان لا يوافق السيد بن يحيى في هذا الطرح، حيث استبعد خيار تأسيس مجلس انتقالي في هذه المرحلة، فالانقسامات التي تشهدها مصر حاليا لا توحي بأي تقارب بين الإخوان المسلمين ومؤيدي الانقلاب العسكري واتفاقهم على إيجاد إطار سياسي للخروج من الأزمة الراهنة، لذا فالحل يكمن برأيه في سيطرة طرف من أطراف الأزمة على فرض نفسه ووضع كل الأمور بين أيديها، وفي هذه الحالة سوف تلقى الدعم من طرف القوى الخارجية التي تنتظر التطورات وما ستحيله من نتائج، لتظهر القوة المهينة في مصر لتتحالف معها.
وبخصوص الطرف الذي ستؤول إليه السيطرة في النهاية على الساحة المصرية، تمنى جيلالي سفيان أن لا يتبنى نهجا إقصائيا للأطراف الأخرى، واعتبر أن الجيش هو صاحب الفرصة الأكبر في أن يفرض نفسه كقوة فاعلة توجه مستقبل البلاد، ولكن هذا الحل برأي رئيس حزب جيل جديد لن يكون من دون ثمن، بل ستدفع مقابل ذلك على حساب استقرارها الذي سيتأثر لفترة غير قصيرة من الزمن، ونقص في الإمكانات والمقدرات بسبب آثار الأزمة على سير مختلف النشاطات في البلد، وتضرر السيادة الوطنية المصرية التي ستكون هدفا لتدخلات الكثير من القوى العالمية والإقليمية.
واتفق اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد مع جيلالي سفيان حول محورية الدور الذي يلعبه الجيش المصري، كقوة تمثل صمام أمان ووحدة الأمة المصرية، معتبرا أنه يستمد عقيدته وقيمته من آلاف السنين، ولديه ثقافة دولة معتبرة تجعل سيناريوهات الانشقاق في صفوفه مستبعدة جدا.
وأضاف مجاهد أن هناك قوى أخرى في مصر يعتمد عليها في إيجاد معالم الطريق نحو حل الأزمة وهي السلطة القضائية التي اعتبرها القوة الوحيدة في مصر التي لازالت تتمتع بالشرعية، وكذلك القوى العمالية التي لديها تأثير كبير لقوتها وتنظيمها، وهؤلاء الفاعلين الداخليين في مصر هم من بإمكانهم أن يجدوا الحل المصري للأزمة، التي عليها أن تبقى كذلك، لأن تدويلها سيزيد من تأزمها.
علي العقون
ضيوف "البلاد" أجمعوا على سلبية الدور الخليجي:
الأزمة المصرية تحركها أياد خارجية كثيرة
إجمع ضيوف "البلاد"، على أنه ليس كل أوراق الأزمة الداخلية المصرية تلعب في الساحة الداخلية، فهناك تأثير ومحاولة تدخل خارجي واضح في النزاع السياسي الذي أنتجه الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي.
ففي حين ركز اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد على الدور الذي تلعبه كل من قطر وتركيا في مصر، كقوتين عالميتين وإقليميتين داعمتين لجماعة الإخوان المسلمين، في إطار النزعة العالمية للتنظيم، وهو ما يفسر التداعيات السلبية للأحداث التي جرت في كلا البلدين إشارة إلى الأحداث التي عرفها ميدان تقسيم في اسطنبول، بالإضافة إلى التغيرات التي حصلت في الدوحة بتنازل الأمير حمد عن السلطة لابنه تميم، وإنهاء مهام رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم.
وأما التدخل الأمريكي في الشأن المصري فليس بالجديد برأي اللواء مجاهد، حيث بدأت تأثيرها وهيمنتها منذ 1967، وبالتالي فهو لا يستحق التوقف عنده في ظرف التطورات الراهنة، لأنه أمر واقع، وهي النقطة التي لا يوافقه عليها الدكتور فريد بن يحيى المحلل الاستراتيجي والاقتصادي، الذي اعتبر أن الولايات المتحدة تحاول أن تستغل الأحداث التي تلت ما يعرف بالربيع العربي، لتعويض فشلها في حسم الحرب على العراق عسكريا، عبر ركوب موجة الثورات في الوطن العربي ضد الأنظمة المستبدة لتحقيق مكاسب لصالحها، وهو ما تقوم به حاليا في الأزمة المصرية لما بعد الانقلاب في مصر، حيث تقوم الكثير من مراكز ومخابر الأبحاث فيها بدراسة كل التطورات والسيناريوهات المحتملة في المراحل السابقة واللاحقة، نظرا إلى الدور المهم الذي تلعبه مصر في المنطقة، لاسيما بالنسبة إلى القضية الفلسطينية التي ستستفيد من قوة القاهرة، الأمر الذي تحاول كل من أمريكا وإسرائيل الحيلولة دون وقوعه بأي ثمن.
وفيما يخص الموقف الإسرائيلي تحديدا -يضيف ضيف "البلاد"- أن تل أبيب مازالت لم تستوعب لحد اللحظة أحداث الانقلاب وما تلاه من تطورات متسارعة، ويظهر هذا من خلال تصريحات رئيس الوزراء بن يامين نتانياهو الذي أبدى عدم تيقنه من طبيعة الأحداث والمآلات التي ستؤدي إليها.
وفي مداخلة رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان ركز على الدور الخليجي، والسعودي بصورة خاصة، حيث علل موقف المملكة الذي جاء مؤيدا للانقلاب العسكري، ومسارعتها لتقديم الدعم المالي للنظام الذي نتج عنه بخوف الحكام هناك من نجاح أي تجربة ديمقراطية في الدول المجاورة، خوفا على استمرارية النظام الملكي السعودي، الذي يعاني تحديات كبيرة في الوقت الراهن، حيث اعتبر سفيان أنه وصل إلى مشارف نهايته، لوجود عدد كبير من الأمراء الذين يريدون الوصول لمنصب الملك، مما يعرض البلاد إلى خطر الانقسام، وهو ما يفسر كذلك برأي رئيس حزب جيل جديد تقاعس نظام الرياض في دعم كفاح الفلسطينيين الذين لديهم توجهات جمهورية لا يحبذها.
وبخصوص الدور التركي في الأزمة المصرية الراهنة، فقد اعتبره جيلالي سفيان محاولة أنقرة لعب التأثير على القاهرة للعب ورقتها أمام كل من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لتقوية موقفها وأهميتها الاستراتيجية، حيث لا يزال الطموح التركي بالعودة إلى عصر الامبراطورية العثمانية قائما وإن بشكل حديث.
علي العقون
السيناريو السوري غير مستبعد في مصر إذا لم ينجح الحل السلمي
أبدى ضيوف "منتدى البلاد" حول الأزمة المصرية تخوفهم من المآلات التي يمكن أن تأخذها الأزمة المصرية في حالة عدم إعطاء أطرافها فرصة للحل السلمي عبر الحوار والتوافق، حيث تتوفر كل عناصر تفجر الأوضاع وأخذها منحى عنفيا.
فقد شبه رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان، الأوضلاع المصرية الحالية بأنها تشبه إلى حد كبير الأوضاع في الجزائر عام 1991 ، والأزمة السياسية التي حدثت بعد عدم احتكام أطرافها إلى الحوار، ودخلت بعدها بلادنا في عشرية سوداء راح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب.
ومما يزيد من إمكانية حصول هذا السيناريو المخيف، حالة اللاوعي التي تشهدها قطاعات واسعة من الشعب المصري ، نتيجة قلة التجربة الديمقراطية بعد عقود طويلة من الاستبداد والقهر، بالإضافة إلى انتشار كبير للأمية في الأوساط الشعبية.
ولن تتوقف تداعيات جنوح الأزمة المصرية نحو الخيار العنفي عند الاقتتال الداخلي والحرب الأهلية المدمرة ، بل ستفتح الباب أمام التدخلات الخارجية بأشكالها المختلفة، التي ستجد في مصر ساحة لتحقيق أجندات مصالحها، يضاف إلى ذلك تداعيات على نواحي أخرى، حيث تعيش مصر على وقع العديد من المشاكل سببها 50 بالمئة الشعب جائع ولم تشتر القمح منذ 6 أشهر، يضاف إليها ارتفاع كبير في المديونية التي ترهن قراراتها، وقضية العطش والطاقة المرتبطتين بأزمة نهر النيل، هذه كلها مؤشرات أزمة كبيرة في مصر وإذا انفجرت فإن كل منطقة الشرق الأوسط سوف تنفجر هي الأخرى.
من جهته أكد الخبير الاستراتيجي فريد بن يحي، أن الأزمة المصرية لديها سيناريوهين اثنين لا ثالث لهما، وهما استيعاب الأزمة أو الانفجار الكبير والذي إذا تحقق فإن مصر سوف تتأثر كثيرا وتدخل في نفق مظلم من الصعب الخروج منه، خصوصا وأن إطرافا عالمية وإقليمية وعلى رأسها الولايات المتحدة واسرائيل، اللتين من مصلحتهما إضعاف الجيش المصري في نزاعات داخلية، بعدما تحقق هدفها بإضعاف الجيش السوري في الحرب الأهلية الداخلية.
علي العقون
تكرار سيناريو مصر في الجزائر ووصول رئيس حزب إلى سدة الحكم
جيلالي سفيان واللواء مجاهد يرجحان وبن يحيى يستبعد
استبعد الدكتور فريد بن يحيى، ضيف منتدى "البلاد"، أن تشهد الجزائر سيناريو مشابها لما حدث في مصر من حيث وصول رئيس حزب إلى سدة الحكم كأن يصل إلى سدة الحكم في الجزائر رئيس حزب في رئاسيات 2014 مهما كان لونه السياسي. وفضل الدكتور بن يحيى استبعاد المقارنة أصلا باعتبار أن ظروف الجزائر الراهنة تنفي احتمال وصول رئيس حزب في الجزائر إلى سدة الحكم، وقال إن الرؤساء السبعة لم يأت بهم حزبهم إلى قصر المرادية، كما نفى أن تكون الأحزاب السياسية في الجزائر قادرة على تقديم مرشح بإمكانه تسيير شؤون البلاد. وانتقل الدكتور بن يحيى إلى تعديد سلبيات المشهد السياسي في الجزائر معتبرا أن غياب الثقافة والتقاليد السياسية وعدم وضوح البرامج والأفكار والإديولوجيات كلها سلبيات تحول دون بروز أحزاب قوية بإمكانها المنافسة إلى سدة الحكم دون أن يفوت بن يحيى التأكيد على أن الوصول إلى سدة الحكم غير مرهون بقوة المرشح والحزب بقدر ما هو مرهون برغبة القائمين على الشأن السياسي في الجزائر في الذهاب نحو التغيير.
وفضل بن يحيى أن تمر الجزائر بفترة انتقالية حتى يتسنى حسم الخيارات في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فضلا عن الهوة الكبيرة بين الشعب والسلطة بما فيها المنظومة الحزبية.
وعلى خلاف ما ذهب إليه بن يحيى، قدم الدكتور جيلالي سفيان كثيرا من التفاؤل بعيدا عن مجرد التعبير عن الأماني، معتبرا أن إمكانية أن تشهد الجزائر في 2014 رئيسا من حزب سياسي قائمة، وللتأكيد على أن ما أورده لم يكن مجرد أمنيات راح سفيان يعدد نقاط الارتكاز في تحليله مؤكدا أن الجزائر أمام واقع جديد يحتمل كل شيء وأن التحولات العميقة التي تشهدها الجزائر تدفع باتجاه دخول الجزائر النصاب الطبيعي من حيث المنافسة السياسية وإمكانية وصول رئيس حزب الى سدة الحكم باعتبار أن هذا الأخير الأصل وأن كل الممارسات التي عرفتها من قبل تشكل استثناءات. ونفى سفيان أن يحكم الرئيس المقبل في الجزائر كما يشاء، ومع كل هذا يرى سفيان أن وصول رئيس حزب إلى سدة الحكم في الجزائر لا يعني بالضرورة أن تشهد الجزائر تكرار سيناريو مصر من حيث محاولة ما اعتبره أخونة الدولة التي وقع فيها مرسي خطأ حينما لم يتمكن من الفصل بين مهمة رئيس كل المصريين ورئيس أو قيادي فصيل سياسي، وهو ما أرجعه سفيان إلى قلة التجربة السياسية في الحكم. وانتقل سفيان مع ما وجهه من انتقادات إلى مرسي والجيش إلى التأكيد على أن الديمقراطية في مصر آيلة إلى الاستقرار لا محالة. أما اللواء عبد العزيز مجاهد فيقول إن المبادرات التي تشهدها الساحة السياسية وكذا التحالفات من شأنها فتح الباب أمام إمكانية وصول رئيس حزب في الجزائر إلى سدة الحكم.
م س


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.