كشف محلل بريطاني في تصريحات لتلفزيون وإذاعة "بي بي سي" نقلا عن مصادر وصفها ب"المطلعة" أن الولاياتالمتحدة خدعت السيسي بإعطائه الضوء الأخضر للانقلاب العسكري ثم تخلت عنه لتترك مصر في فوضي عارمة لصالح إسرائيل مثلما فعلت أمريكا من قبل بإعطاء الضوء الأخضر لصدام لغزو الكويت مما ترتب عليه انهيار العراق وتدمير جيشها. وقال المحلل "كنت أتصور أن يكون السيسي قد تعلم من هذا الدرس". وفي الأثناء، قالت صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية، إن التهم الموجهة للرئيس المعزول محمد مرسي، واهية وتصل إلى درجة الهزلية، مؤكدة أن القوات المسلحة التي أطاحت بالرئيس المنتخب ديمقراطيًا ومن وصفتهم بحلفائها في القضاء تعتمد على أمر ليس له فائدة في محاولة تبرير استمرار اعتقال مرسي. وأشارت الصحيفة في المقالة الافتتاحية أن التهم الموجهة لمرسي ربما تجعله الشخص الوحيد في العالم المتهم بالتآمر مع كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تضعها واشنطن في قائمة الإرهاب. أما بشأن الهروب من السجن أثناء "ثورة يناير 2011"، فأوضحت الصحيفة أنه حتى إذا قدم المحققون دليلاً له مصداقية بأن مرسي نظم هروبًا عنيفًا بمساعدة حماس سوف ينبغي عليهم الإجابة عن سؤال "لماذا يتم توجيه التهم الآن؟"، مشيرة إلى أن التحقيقات بدأت أثناء تولي مرسي السلطة ولكن لم تذهب إلى النيابة العامة إلا بعد عزله. وترى الصحيفة أن تقديم رؤساء سابقين للمحاكمات في اتهامات ذات دوافع سياسية يقوض الديمقراطية، مؤمنة أن مصر تسير على خطى باكستان، حيث تم نفي وسجن معظم الرؤساء المنتخبين ديمقراطيًا بعد تركهم للسلطة، وهذا يعمل على تشجيع الرؤساء على التمسك بالسلطة لأقصى درجة. وفي تطور لافت، التقى السيسي ليلة أول أمس بعض ممثلي التيارات الدينية الإسلامية لبحث الأزمة السياسية المستمرة في البلاد، بينما وصل وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية إلى القاهرة فجر أمس، في أول زيارة إلى مصر لمسؤول قطري منذ عزل الرئيس محمد مرسي، وتأتي الزيارة في ظل تكثيف الجهود لتسوية الأزمة الراهنة شملت جهودا دولية ومحلية. ويجري العطية محادثات مع عدد من المسؤولين المصريين تتناول "العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية". وفي إطار الحراك الدبلوماسي المكثف؛ كشف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس السبت أن بلاده ستعمل مع دول أخرى على جمع الأطراف بمصر من أجل إيجاد حل للأزمة يدعم الديمقراطية ويحترم حقوق الجميع. كما قرر وليام بيرنز -مساعد وزير الخارجية الأمريكي-من جانبه تمديد زيارته إلى القاهرة للقاء وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، وذلك بعد أن التقى أمس كلا من الرئيس المؤقت عدلي منصور ونائبه محمد البرادعي وممثلين عن التحالف الوطني لدعم الشرعية.