في الوقت الذي بدأت فيه ملامح الحكومة المصرية التي ستدير البلاد خلال المرحلة الانتقالية تتبلور أكدت القوات المسلحة إلتزامها ببنود خارطة المستقبل التي إرتضاها الشعب المصري لنفسه وسط تمسك الموالين للرئيس السابق محمد مرسي بإعتصاماتهم لغاية عودة رئيسهم. وتتضمن خارطة المستقبل التي أعلنها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في الثالث من جوان الجاري وبموجبها جرى عزل الرئيس محمد مرسي تولي المستشار عدلي منصور رئاسة البلاد خلال المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة كفاءات بصلاحيات كاملة ولجنتين للمصالحة وتعديل الدستور. وقال الفريق السيسي في خطاب ألقاه يوم أمس أن بلاده " كلها تقف عند مفترق طرق وأمامنا جميعا أن نختار" مضيفا أن القوات المسلحة بكل أفرادها وقياداتها "اختارت وبلا تحفظ أن تكون في خدمة شعبها والتمكين لإرادته الحرة لكي يقرر ما يرى" منوها بأن القوات المسلحة "هي تحت أمر الشعب وليست إمرة عليه وفي خدمته وليست بعيدة عنه وأنها تتلقى منه ولا تملي عليه". وأشار إلى أن القوات المسلحة "لم تقدم البيان الذي طرحت فيه خارطة الطريق إلا بعد أن عجزت القوى السياسية عن التفاهم والتوافق" وشددت على أنها "لن تفرط في مكتسبات ثورة 30 جوان المجيدة مهما كلفها ذلك من تضحيات". خطاب السيسي رسالة واضحة للاخوان المسلمين المتمسكين بضرورة عودة ئيسهم الى سدة الحكم وجاء خطاب السيسي رسالة واضحة إلى "الإخوان المسلمين" الذين لا يزالون يرفضون الإعتراف بالإجراءات التي اتخذها الجيش ويطالبون بعودة مرسي إذ دافع السيسي في خطابه الموجه إلى الشعب المصري والمجتمع الدولي عن قرار عزل مرسي و أكد أن الرئيس المعزول "فقد الشرعية بسبب خروج الملايين في احتجاجات حاشدة على حكمه". وقال السيسي "إنه حاول تجنب اللجوء إلى عمل منفرد وعرض على مرسي مرتين إجراء استفتاء على حكمه لكن الرد جاء بالرفض التام". وفي غضون ذلك يواصل الآلاف من انصار مرسي اعتصامهم في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة الذي يحتشدون فيه منذ 28 جوان الماضي وقد تزايدت أعداد المعتصمين في الميدان بشكل واضح إستعدادا لمليونية اليوم التي دعت لها جماعة الإخوان المسلمين تحت شعار "مليونية الحشد" للمطالبة بعودة الرئيس مرسي إلى منصبه. --- ملامح الحكومة الانتقالية في مصر بدأت تتبلور --- واصل حازم الببلاوي رئيس الوزراء المكلف اليوم الإثنين مشاوراته واتصالاته مع الشخصيات المرشحة لتولي حقائب وزارية في حكومته الجديدة إذ أنه إلتقي أمس ب 14 مرشحا لتولي مناصب وزارية بحكومته. وكان محمد البرادعي المنسق العام لجبهة الإنقاذ أدى اليمنين القانونية أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور ليكون نائبا للرئيس للعلاقات الدولية. في نفس السياق قال الببلاوي إنه "من المتوقع أن تضم الحكومة الجديدة نحو 30 وزيرا إضافة إلى نائبين لرئيس الوزراء أحدهما للشؤون الاقتصادية والثاني لشؤون الأمن ". وأ وضح أن أداء اليمين للوزراء الجدد سيكون بعد غد الاربعاء على أقصى تقدير مشيرا إلى أن هناك عددا من الوزارات سيتم دمجها في حالة اعتذار البعض عن تولي بعض الحقائب. وكانت وكالة انباء (الشرق الاوسط) قد أفادت أن الببلاوي التقى سفير مصر الأسبق بواشنطن نبيل فهمي الذى صرح بانه وافق على الانضمام للحكومة وزيرا للخارجية. --- مساعي أمريكية لحل الأزمة المصرية --- وفي زيارة مفاجئة لمصر وصل نائب وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز يوم امس الى القاهرة للتأكيد حسب ما ذكرته الخارجية الامريكية على دعم الولاياتالمتحدة للشعب المصري ووضع حد لجميع أعمال العنف ودعم المرحلة الانتقالية التي تؤدي إلى تشكيل حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا وشاملة. وقد حظي بيرنز بإستقبال من قبل حازم الببلاوي رئيس الوزراء المكلف صباح اليوم بحضور وبحث خلال لقائه آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. وقال بيان للحكومة "إن المقابلة تناولت أيضا التطورات الجارية في مصر والإجراءات الخاصة بتنفيذ خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية". من جهة اخرى رفضت بعض الأطراف زيارة بيرنز للبلاد وهو ما أكده حزب النور السلفي الذي أكد رفض حزبه للدعوة التي وجهت اليه لمقابلة بيرنز وذلك إنطلاقا من تحفظه على التدخل الأمريكي في شؤون مصر لأن هذا التدخل يزيد -حسبه-"الامر تعقيدا" وأنه من الافضل أن تكون المشاورات داخلية بين الاطراف في مصر.