قاد وفد من نواب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، حملة تشهير بالجزائر في مجال حقوق الإنسان لدى مختلف المنظمات الأوروبية المشتغلة على ملف حقوق الإنسان، على غرار منظمة العفو الدولية و''اورو مديتيرانين'' وكذا ''هيومن رايت نات'' و''ورك''، لحمل هذه الأخيرة على ممارسة ضغطها على الجزائر، ومحاولة إجبارها على الالتزام بالبند الثاني من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي المناقش حاليا بين الجزائر والاتحاد. فضلا عن تحريض الدول الأوروبية على استعمال سجل حقوق الانسان لابتزاز الجزائر في ملفات الشراكة الجاري التفاوض عليها، وتحقيقا لمآرب اقتصادية وتجارية صرفة في مفاوضات أراد من خلالها الأرسيدي أن تكون للجزائر فيها اليد السفلى، رغم أن الجزائر وبتشديدها على إعادة النظر في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، تريد تصحيح إجحاف مارسته المؤسسة الأوروبية عن سبق إصرار وترصد على الجزائر، في ظروف فاوضت فيها الجزائر من موقع ضعف وهو ما أكده النائبان حساني ومروش خلال لقائهم بممثلي الاتحاد الأوروبي، طالبين منهم تقديم ضمات الضغط على الجانب الجزائري وكذا المطالبة بالضمانات التي ينبغي أن تقدمها الجزائر في قلب النقاشات التي دارت بين الطرف الجزائري والأوروبي. فيما احتج الطرف الجزائري أمام الأوروبيين على المنشور الوزاري الذي أصدره وزير الخارجية الذي يحد من تحركات الدبلوماسيين المتواجدين في الجزائر وتقليص لقاءاتهم مع ممثلي المجتمع المدني والأحزاب السياسية الجزائرية وهو المنشور الوزاري الذي يأتي -إن تأكد- في ظل تجاوز الممثلين الدبلوماسيين حدود صلاحياتهم في التعاطي مع المجتمع المدني. وكان بلخادم رئيس الحكومة السابق وكذا الوزير الأول الحالي أبديا امتعاضهما من الدور المثير للجدل الذي يؤديه بعض الممثلين الدبلوماسيين في الجزائر والشواهد على ذلك كثيرة وذلك انسجاما مع الخط السياسي لسعيد سعدي، زعيم الأرسيدي، الذي لازال لم يفطم عن البحث عن الدعم الفرنسي للوصول إلى سدة الحكم، كما ورد في العديد من تصريحاته لوسائل الإعلام الفرنسية، آخرها الحوار الذي أدلى به ليومية لوموند الفرنسية عقب انتخابات 2004 حيث عاتب سعدي الفرنسيين لدعمهم -على حد قول سعدي- للرئيس بوتفليقة في انتخابات 2004 بينما كان ينبغي وفق العقلية الانقلابية للدكتور سعدي أن يكون دعم الفرنسيين للتيار الديمقراطي في الجزائر والذي يرى سعدي نفسه ممثلا له دون منازع بطبيعة الحال، كما يرى غيره بأنه الممثل الحصري كذلك، الأمر الذي جعل من التيار الديموقراطي في الجزائر وهما أكثر منه حقيقة أو إضافة إيجابية في المشهد السياسي الجزائري. وجاءت رحلة البحث الأوروبية لنواب الارسيدي عن عذرية سياسية جديدة وشرعية مفقودة لدى مؤسسات التداول الغربية في مجال حقوق الإنسان تزامنا مع الرحلة التي يؤديها سعدي إلى باريس تبشيرا بكتابه حول العقيد عمروش، حسب المنطوق، وبحثا، حسب المفهوم، عن دور مقبل بدأت ملامحه تلوح في الأفق