ركز الوزير الأول عبد المالك سلال على ما وصفه ب "الوضع المستقر الذي تعيشه الجزائر وسط الأزمات التي تعيشها الكثير من دول الجوار ، العربية منها بصورة خاصة. و أكد سلال في لقائه بممثلي المجتمع المدني لولاية جيجل في اطار زيارة العمل التي قادته الى الولاية أول امس الخميس ، أنه رغم المشاكل و النقائص التي تشهدها قطاعات واسعة الا أن هذا لا يمنع من أن نشيد بالاستقرار الذي تشهده بلادنا و الانجازات التي تقوم بها الحكومة التي لديها حسن نية في تطوير حياة الجزائريين. و عبر الوزير الأول عن موقفه السلبي في ما يسمى بأحداث الربيع العربي الذي وصفه ب "الشتاء" ، معتبرا أن الدول التي شملها تعيش في بركان من الأزمات ، و هو ما اعتبره ب"الدرس القوي للجميع"، مشيرا في نفس الوقت إلى أنّ الجزائر لا تتلق الدروس من الخارج، باعتبار أنّ سلال دائما ما يؤكّد في تصريحاته أنّ تضامن الجزائريين فيما بينهم كفيل بإفشال جميع المخططات التي تستهدف البلاد. و أضاف سلال، خلال اللقاء أنّ الديمقراطية ليست فقط وضع الأوراق في الصندوق مثلما يخيّل للبعض، حيث يمكن لهذه "الديمقراطية الجديدة أن تسبب الجحيم للشعوب"، إشارة لما يحدث حاليا ببعض الدول العربية و في مقدمتها مصر. و في نفس السياق، ربط الوزير الأول حديثه بما عاشته الجزائر سابقا، و أعطى تلميحا قويا فُهم انه حديث عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، حيث قال أنّ الجزائر أيضا كانت لتعيش نفس ما تعيشه اليوم بعض الدول العربية "لولا لطف الله". و تابع الوزير الأول كلامه قائلا "كادت الانتخابات أن تخرج لنا جحيما في وقت من الأوقات". ، مضيفا "نحن في تحديات كبيرة و المشاكل من أمامنا و البحر من أمامنا ، و لكننا لن نتراجع الى الخلف" ، واصفا مؤسسات الدولة بالقوية ، حيث يراقب رئيس الجمهورية مختلف النشاطات التي تشهدها مختلف القطاعات ، و هو على اطلاع بكل كبيرة و صغيرة من شؤون البلاد". و في الشأن الدولي أشار سلال الى تفطن الجزائر الى مساعي الدول الكبرى لجرها نحو التورط في الأزمات الاقليمية المحيطة بها خلف دعوات الى توليها دورا قياديا ، و لكنها رفضت ذلك لأنها "داعية خير و ليست داعية شر". و في الشأن التنموي لولاية جيجل أكد سلال أن الحكومة تعمل حاليا على تجسيد مشروع جعل ميناء "جن جن" أكبر الموانىء التجارية في منطقة البحر المتوسط ، عبد زيادة تطوير امكانياته الحالية لجعله بوابة افريقيا الأساسي في مجال تبادل السلع ، اضافة الى انجاز محطة كبيرة لتوليد الطاقة الكهربائية في منطقة بلارة بقيمة 282 مليار دينار ، و هي نفس المنطقة التي ستتعزز كقطب في مجال الحديد و الصلب ، حيث ستبرم اتفاقيات مع شركاء قطريين و امارتيين لانجاز مشاريع ضخمة جديدة. و في قطاع التشغيل قال سلال ان نشاط الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب عرف تطورا ملحوظا ، و هو لا يعاني "من أي مشاكل" كما يدعي البعض ، حيث بلغت النسبة الوطنية للشباب الذين تمكنوا من الوفاء بقيمة القروض التي منحت لهم ب 60 بالمئة ، و هذا دليل على نجاح المشروع و نجاعته حسب الوزير الأول.