تحاصر قوات الجيش الوطني الشعبي، منذ الليلة ما قبل الماضية، عشرات الإرهابيين المدججين بالأسلحة الأوتوماتيكية في المنطقة الجبلية الحدودية بين ولايتي سكيكدةوجيجل، وتقول مصادر، إن عدد المحاصرين لا يقل عن الثلاثين إرهابيا. قامت قوات الأمن المشتركة بولاية سكيكدة، بمحاصرة المجموعة الإرهابية التي يقودها الأمير"أبو الفتح"، بجبال مرتفعات القل غربي الولاية، حيث دارت اشتباكات متقطعة بين الطرفين لم يعلن عن نتائجها لحد الساعة. وتفيد المعلومات المتوفرة، أن عددا من الإرهابيين وقعوا في طوق أمني لوحدات الجيش، المدعومة برجال الدفاع الذاتي بالمكان المسمى "قرية سيوان" بالمنطقة الجبلية لبلدية بني زيد، ودارت اشتباكات بين الطرفين بعد محاولة المجموعة الإرهابية كسر الحصار المفروض عليها. إلى ذلك، شرعت فرق من القوات الخاصة التابعة للجيش الشعبي الوطني، في اقتحام "المقاطعة السادسة" المعروفة بكونها المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب وهذا بالمكان المسمي ''قياطين'' ببلدية بني زيد، كذلك بعد اشتباكات بين قوات الجيش والإرهابيين. وحسب نفس المصادر، فإن عناصر المجموعة الإرهابية دخلت في اشتباكات عنيفة مع وحدات الجيش، ما حال في البداية دون تقدم الجنود الذين تمكنوا في النهاية من محاصرتهم في المنطقة الجبلية الغابية، واستعمل في الاشتباك المدفعية والقصف الجوي بالمروجيات لدك معاقل عناصر التنظيم الإرهابي، وسمع دوي الانفجارات على بعد مسافة طويلة. وتقول مصادرنا، إن المجموعة الإرهابية حاولت تخفيف الخناق المفروض على الإرهابيين المطوقين بغابات الضاحية الغربية على الحدود مع ولاية جيجل، إلى ذلك تواصلت لساعات متأخرة من مساء أمس عمليات تمشيط وقصف بالمدفعية الثقيلة لمعاقل الإرهابيين بضواحي بلديات الشرايع، بني زيد والزيتونة، والتي باشرتها أعداد كبيرة من قوات الجيش الوطني الشعبي، وهي العمليات التي عرفت إطلاق رصاص كثيف سمع من طرف السكان القاطنين بالبلديات المذكورة، حيث يرجح أن قوات الجيش تمكنت من العثور على مخابئ للإرهابيين، وقامت بمداهمتها وتفتيشها، قبل أن تتم عملية تدميرها نهائيا. وتزامن ذلك، مع شن وحدات الأمن المشتركة حملات تفتيش موسعة ودقيقة، عززت من خلالها نقاط المراقبة وبعض المحاور والمسالك التي تستغلها الجماعات الإرهابية في تنفيذ هجماتها، كما عززت تواجدها على مستوى الطريق الوطني رقم 43 في محوره الرابط بين بلديتي تمالوس وعين قشرة، من خلال نقاط التفتيش المنتشرة على طول الطريق، حيث يسجل تمركز مكثف لأعوان الشرطة والجيش والدرك.