نصيحة...لاتقل للواحد إن هو فشل أنت نعل...قل له أنت غزال ... وشبيهك موجود في كل مكان في السياسة والمال.... فلماذا نلوم غزالا واحدا ونترك باقي الغزلان التي أتعبتنا، وهي دائمة مرتاحة البال! ثورة الصبار الروائي المعروف الذي يكتب بالحرف الغليظ من نوع يا بوفلب....ويا بورب.. رشيد بوجدرة أصدر روايته الجديدة ''الصبار'' يوم 19 جوان. وهذا الروائي كما تعلمون اشتهر ب ''الحلزون'' وليس مستبعدا أن ينهي مشواره الأدبي نباتيا أو حيوانيا كأن يكون اسمها ''زقوم'' وهو نبات فاسد أو كلبون، نسبة إلى الكلب.. وإن وصف أحدهم أميرا بها في كرمه، وليس في نباحه أو هزّ ذنبه كما يهز الشيات قلمه ليحصل على ''عظم'' يتلهى بها. والمهم أن الصبار -كما علقت عليها الأخبار- رواية تدور حول أحوال الدار التي شب فيها حريق الثورة قبل أن ينطفئ ليخلفه حريق البناء والتشييد قبل أن ينهار بدوره بحريق داخلي آخر...يوفر ظروفا مناخية شبه صحراوية في العقول قبل الأرض ليخرج الصبار وخلفه أصفار..فماذا حققت الثورة والثوار؟! وهل إن البيع بالإمضاء (غير مزور) للرواية يوم 19 جوان بالتحديد كان على سبيل الصدفة أو جاء بشكل عشوائي...؟ كل الجزائريين يعرفون بأن 19 جوان كعيد الأضحى والفطر يوم عطلة مدفوعة الأجر وإن تأخرت ستة أشهر لكي تكبر وتصل أصحابها، وعدد كبير منهم يعلمون بأنه اليوم الذي وقع فيه التصحيح أي تصحيح الثورة، وليس البكالوريا وأن الاحتفال به كيوم للراحة والحصول على المال بلاعمل ظل معمولا به إلى سنوات أخيرة حتى قرر صاحب الفخامة بأنه من ''البهامة'' الاحتفال بانقلاب ميت (ولو كان اسمه سيدي بومدين) على حي ما زال يرزق (اسمه بن بلة)، فالرأي الصحيح بين عامة فقهاء الدين أن الحي أولى بالميت، وليس العكس صحيح، وكل من أراد أن يعبر عن رأيه لا بدّ أن يبتكر طرقه الخاصة في التعبير عنها..... فما هو هذا الصبار الذي ربط بوجدرة (يابسة) روايته بها التي أصدرها يوم 19 جوان، وليس يوم 5 جويلية مثلا؟ - الصبار وظيفته الحد من زحف الرمال في الصحاري، وهذه مشكلة خطيرة نعاني منها، بعد أن ظهرت بوادر تغيرات مناخية ملحوظة كهبوب رياح عاتية تقلع أعمدة الكهرباء الضخمة العابرة بين الولايات جنوبا- شمالا، وسقوط ''أحجار'' رعدية (غير كريمة ولا رحيمة) في بداية الصيف متسببة في إتلاف محاصيل الفلاحين (المزيفين والذين لا يدفعون الزكاة)، وحتى تكسير زجاج السيارات وكل من سار، وليس فوق رأسه كسكيتة سعدان التي لاتنقصها سوى رسم صورة ''جاجة''! بإمكان الظمآن في الصحراء لكي ينجو بجلده ولا يموت هناك عطشا في حال انقطاع الماء (والكهرباء)، أن يشق ضلع الصبار ويبلل ريقه! فهو الخيار الوحيد لنجاته. - سمي الصبار صبارا، لأنه يصبر على الداء والأعداء، وكان يفترض أن عددا ممن سماهم آباؤهم وأمهاتهم ''صابر'' أن يصححوا التسمية فيصبح صبار بتشديد حرف الباء في صيغة مبالغة، على شاكلة جيار مثلا وهو اسم وزير الكرة الجزائرية في حكومة الوزير الأول والثاني ويجب التنويه بدوره على اعتبار أنه يقوم بمهام التجيير من جير للجماهير الكروية بواسطة هذه المادة المنظفة وغير المكلفة ولا الملوثة أيضا، وهذا يدل أنه ينظف بالماء والصابون وجافيل، خاصة أن النتيجة المتوقعة واحدة وهي تخدير الناس على طريقة النسوان غير الجميلات اللاتي يغرهن الثناء. فراق مع خصام يبدو أن الأسماء اللامعة التي تقف وراء إلهاء الناس بالجلدة المنفوخة مختارة بعناية، وعلى الأقل وفق تعيينات ذكية، فزيادة على جيار الكرة، ثمة مديرها روراوة، ومن بعدها الزوالي سعدان الذي نظن أنه استفاد من لدغات الثعبان في كل مرة، فإن فاق فلا يكون إلا بعد فوات الآوان! والثلاثي هذا الذي تعلقت به أفئدة الجزائريين على بكرة أبيهم ومهما اختلفت مستوياتهم هل يقاوم في كل مرة كالصبار ويجد لنفسه الأعذار في كل هزيمة وانتصار! والسؤال الذي يطرح نفسه بنفسه هل هناك واحد فقط في هذه البلاد يعرف قدره وبالتالي يستحق أن ندعو له بالرحمة على طريقة رحم الله امرءا عرف قدره؟ الجواب قد يكون بالنفي تماما وهذه إحدى العلل الذي أوصلتنا إلى وضع الصبار الذي لا يرجى منها ثمار، ولا يطمع في أكلها حتى الحمار! فحالة لاعب واحد متعب وتعبان كالمدعو غزال الذي أعلن على مدربه كما تروي أخبار الخضر مقاطعته (الاقتصادية) والسياسية لأنه أبعد عن التشكيلة الأساسية، يمكنها أن تفسر المنطق العام الذي أوصل البلاد إلى ما نحن عليه من انهيار، خاصة على المستوى البشري وهذا هو المهم.. فكل التجارب أثبتت أن نوعية الانسان في النهاية هي العامل الحاسم في أية معركة مهما كان نوعها. والسؤال بالنتيجة من الذي استقدم لاعبا، ولا يبالي بالبطاقات الحمراء للحكام من أن يصبح رقما صعبا من الأرقام لا يمكن زحزحته إلا بانقلاب أو بفراق مع خصام وليس مع وئام (غير مدني)، لعل فهم أسرار الكرة تعكس ما خفي في السياسة والاقتصاد. وقواعد اللعبة في الدول الغربية مفهومة أن تلعب وتخسر فعليك أن تغادر بشرف، ولا تجادل الأمر، فالمسألة عندهم أخلاقية قبل أن تكون سياسية، لهذا يستقيل رئيس الحكومة في اليابان لأنه لم يفلح اقتصاديا، ويستقيل المسؤول عن النفط في أمريكا لأن شركة أجنبية عجزت عن سد فوهة بئر في قاع بحر! وكذلك يفعل مسؤول الأمن واللاعب عندهم إن هو فشل أو حصل ما يشير إلى تهاون أو تقصير. فلماذا لا يحدث ذلك عندنا، ويزيدون على ذلك إصرارا فيمعن الفاشل في فشله والمصر على الخطأ يزداد إصرارا، وينطبق هذا على معشر أصحاب الكرة ومعشر الساسة المسوسين حتى من باب ''الحشمة''. ثمة عدة فرضيات: إن هؤلاء الفاشلين وصلوا للزعامة بواسطة قانون الفاشل يعوض بالأكثر فشلا منه، فإن انقرض أو مات خلفه بحكم أن المنصب كالطبيعة لا تقبل الفراغ. تحوم حول الفاشلين هالة كبيرة من الإعجاب والتقدير (الظاهري) ضمن منطق ''بوس الكلب من فمه حتى تقضي حاجتك منه''! لدرجة أن الواحد إن قال كلمة عادية تصبح مضرب أمثال وإن رفع يده باتجاه الحمار، أيقين أنه سيلتهم الصبار كنوع من الخضار!الشراكة الجزائرية الأوروبية..