في وقاحة و''بجاحة'' و''صحية وجه'' لا تحدث إلا في ''نشرة موح أهدر وروح''، أطلت علينا تلفزة ''ميكي'' في نشرتها الرسمية بسبق ''سخفي'' استفزازي بطله ''نرفزة'' استضافت على مباشرها ''غزال'' لم يعرف قدر نفسه ولا غدر ''يده'' فنزل ضيفا ثقيلا ومملا ومقرفا على موائد الجزائريين لتُمكنه تلفزة، عفا الله على من ''عفس'' و''رفس''، من التسلل إلى بيوتنا فارضة علينا أن نستمع ونتسمم بلاعب بتسريحة كاريكاتورية يطالب 36 مليون مكلوم ومأزوم بتجاوز تهور غبي من ''غزال'' مدلل أحبط أمل بلد لأنه جماعة ''البلوطة'' تمسكوا به إلى آخر لمسة و''عفسة'' يد.. بغض النظر عن نتيجة مباراتنا مع فرسان ملكة إنجلترا وما يمكن أن تحبل به من ''مفجاعات''، وسواء أعدنا سيناريو أم درمان أم اكتفينا بمبررات و''مبردات'' سعدان بأننا نلعب و''نتلاعب'' بلا عُقد، وليس لدى المفلس ولا الخاسر ما يخسر، فإن الطريقة التي تم من خلالها ترميم البناء القصديري لهزيمة سلوفينيا تدعو إلى الرثاء لحال البلد وحال حكام هذا البلد، فكما العلة في السياسة حيث صكوك الغفران بأيدي ''مولانا'' يوزعها على من شاء من عبيده الخانعين، فإن علة الرياضة ذاتها والكيفية التي تم التعامي والتعامل بها مع نطحة ''غزال'' والتي صنفها الإخوة في خانة الأخطاء السبعة المتجاوز عنها، رسخت اعتقادا سابقا بأن ''الفاشلين'' عندنا يمكن أن تفتخر بهم تلفزة و''نرفزة'' ميكي لتمكنهم من حصص كاملة يبررون من خلالها برامج ''قفة'' رمضان، أو مشاريع المليون سكن أو برنامج مليون منصب شغل، فالتلفزيون بشكله القديم والجديد هو.. هو.. عازل صدامات يتقن دور الطبال الذي لا يتوانى عن تشييع الجنائز تحت القايطة والبندير.. إليكم السخافات التالية التي عقبت فضيحتنا مع ''سلوفينيا''، روراوة وسعدان يقبلان اعتذار ''غزال''، سعدان يبرئ شاوشي وغزال، الحاج يربت على انكسارات ''غزال''، تضاف إليها مهزلة الفم المليان الذي تكلم به المدرب الشيخ.. حينما قال إنه ليس لديه ما يخسره أمام إنجلترا وأمامنا كذلك.. و''الحاصول'' لو جمعنا هذه التصريحات وخزناها في جهاز حاسوب أي ''ميكروأورديناتدور'' يمكننا أن ننافس ''هيروشيما'' في تفجيراتها، فتلك التصريحات و''التسريحات لو وضعت في عقل آلي أو بشري فإن قوة انفجارها تضاهي انفجار قنبلة ''نووية''، لكن ولأن ''الجماعة'' يعلمون أنهم لن يخسروا شيئا إذا فجروا شيئا أو ''بلدا'' مفجرا أصلا، فإن روراوة بمعية ''سعدانه'' لم يتردد في قبول اعتذار غزال نيابة عن 36 مليون مواطن مفجر، لتزيد تلفزة ''الفستي'' الطين ''زلة'' وتفتح غرف نومنا أمام ''غزال'' استفز المأزومين بلمسة يد ليتطاول أكثر ويقول للمواطن ''العزيز'' عبر تلفزته الرسمية ''طز فيك.. لقد عفا عني روراوة.. وأويحيى وبوتفليقة''..لا أدري من الأولى بطلب الصفح، والغفران،.. هل هو''غزال'' أوهموه بأنه ''مخ'' وأعطوه بدلا من الفرصة مليون فرصة فخذله مستواه، أم سعدان وروراوة، وفرت لهما الدولة كل الإمكانيات المادية والمعنوية طيلة سنة من بيعهم للوهم، ليخرجا علينا بأنهما كما دخلا كأس إفريقيا من أجل النزهة فإنهما دخلا كأس العالم من أجل ''الفرجة'' وما على ال36 مليون ''مخدر'' إلا تقبل واقع أنهم كانوا هم ''الكرة'' حينما توهموا أن السماء يمكنها أن تمطر كرات فوق رأس صايفي أو غزال فتدخل شباك الخصم بقذفة ''بوزهرون''.. فلنعترف، نحن لم نلعب جيدا والتعلق بقشة أننا أدينا ''ماتش'' كبيرا ضد سلوفينيا مخادعة واستغباء كبير لمعاشر المتفرجين، فبصرف ''البصر'' عن أن فريق الخصم لم يكن قويا أصلا فإن المزايدة الكروية بالأداء الجيد إهانة لكرامة بلاد تم رهنها في كرة أهدرت الملايير من الثروة، من أجل أن يفاخر ويزايد علينا روراوة وسعدانه بإنجاز أنه يكفينا انتصارا أنهما لم يفضحانا واستطاعا من خلال فريقهما أن يتواجدا في الميدان طيلة 90 دقيقة.. يعني الهدف لم يكن لا كأس إفريقيا ولا دورا، حتى ولو كان ثانويا، في كأس العالم، ولكنه فقط ''المشاركة'' في الدفاع وتحاشي الفضيحة قدر الممكن.. لا يهم إن سحقنا انجلترا وأمريكا، وحتى الأرجنتين بقدر ما يهم ألا يطعن أي ''روراوة'' فيهم في عقلونا بأن يفرض علينا هضم وبلع ما شاء من ''الكلأ'' الكروي في صحن بارد لعبا ومضمونا.. لقد دخلنا تصفيات كأس العالم، كما دخلنا سابقا كأس إفريقيا، ضعفاء ومعدمين.. دخلناهما بذهنية وخطة، ليس لدى سعدان وروراوة ما يخسران فهما ''مقامران'' وفرت لهما الحكومة حسابا بنكيا مفتوحا للعب من أجل تحاشي الخسارة.. والنتيجة التي بدأت بكرة قدم تحولت إلى ''معبودة'' جماهير لاستفراغ نفس الجماهير من ثورتها وغضبها وتكورها، أن سعدان وروراوة وبعدما كانا هما الفريق الوطني ولا ''غزال'' سواهما.. ها هما ذات الرجلان ذاتهما يطلان علينا في قمة ''فشلهما'' بأنهما أضحيا هما البلاد ولا أحد سواهما، فبوكالة لم يوقعها أحد خرجت علينا الصحف بخبر أن روراوة قبل اعتذار غزال وربت على كتفه ورفع له ''المورال'' نيابة عن الشعب..ولأنه لا أحد انتخب روراوة لكي يوزع صكوك الغفران على من شاء في تجاوز لصلاحياته الكروية، فإن الضرورة تقتضي أن يتقدم سعدان ومعه روراوة أولا لطلب الصفح من ''مأزوميهم'' وبعدها نتناقش هل ''غزال'' مذنب أم لا..؟ فالعلة لم تكن إلا في من دلل غزال..وفي الأخير إليكم هذا السؤال الخارج عن النص.. ترى ماذا لو أن ''عبد المالك زياية'' كان يلعب في الفريق الوطني وتسببت في خسارة الفريق عن طريق لمسة يد ارتجالية.. فهل كان سعدان سيقبل اعتذاره وهل كانت تلفزة ''ميكي'' ستستضيفه وتسانده في أزمته؟ السؤال عالق..لأن جوابه غير عالق وهو جزء من مكيال سلطة تعودت أن تتعامل بمعايير مختلفة مع نفس الأحداث والأوزان.. والفاهم لا داعي أن يفهم..راها لاحت التراب كما يقولون.