بسبب عدم الإفراج عن نتائج مسابقة توظيف المعلمين والأساتذة بالأغواط هدد العشرات من الأولياء بالجهة الشمالية من مدينة أفلو بالأغواط، بشل قطاع التربية احتجاجا على عدم اللتحاق بمقاعد الدراسة رغم مرور أزيد من أسبوعين عن الدخول الاجتماعي، واصفين الوضع الحالي بمهزلة قد تعود بالسلب على المردود الدراسي لأبنائهم خاصة المقبلين منهم على اجتياز شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، حيث كشفت بعض التقارير المحلية عن التسيب والإهمال الكبير الذي ميز مختلف المؤسسات التربوية جراء غياب الأساتذة والمدراء من جهة ومشاكل أخرى تظل مطروحة بالنسبة إلى توفير الإمكانات المادي، فضلا عن انعدام الطاقم التربوي المؤطر، لاسيما المساعدين التربويين وكذا عمال الصيانة والنظافة والحراسة. فبثانوية الزهراوي بوسط مدينة أفلو، لم يتردد الأولياء الخميس الفارط في مواصلة منع أبنائهم عن التمدرس منذ الدخول الاجتماعي، حيث رفعوا لافتات منددة بتأخر تعيين الأساتذة وحملوا المديرية الوصية العواقب الوخيمة التي ستترتب عن ذلك، بعدما قاموا بطرد لجنة موفدة من قبل مسؤول القطاع وطالبوا بحضور والي الولاية شخصيا للوقوف على الحالة المزرية التي تعيشها المؤسسة منذ العام الدراسي الفارط، وهو الأمر الذي دفع بكتلة المجلس الشعبي الولائي إلى تجميد نشاطها والإعلان عن مساندتها لمطالب المحتجين من الأولياء، وهي نفس الوضعية التي تنطبق على عدد من المؤسسات التربوية ومن بينها وجود ابتدائيتين ببلدية تاويلة بدون مدير ومتوسطة بريدة التي حرم تلامذتها لحد كتابة هذه الأسطر من الالتحاق بمقاعد الدراسة بسبب غياب التأطير، مما ولد حالة من الفوضى أرجعها الأولياء إلى تقاعس الجهة الوصية في سد الفراغ الحاصل في التأطير وتعنت مدير المؤسسة من جهة ثانية بالبقاء في منصبه رغم الحركات الاحتجاجية السابقة التي طالبت برحيله لأسباب تتعلق بغيابه المتكرر، وعدم تفرغه للمشاكل التي تتخبط فيها المؤسسة التربوية، بدون الحديث عن وجود 3 مدارس بمنطقة نائية ببلدية قلتة سيدي ساعد لم تفتح أبوابها أمام تلاميذ المناطق الريفية رغم مرور 6 سنوات على إنجازها مما حرم العديد من التلاميد الالتحاق بمقاعد الدراسة والأدهى والأمر تحول جوانب المنشآت التربوية إلى مكان لتربية المواشي أمام مرأى السلطات المحلية التي لم تتحرك لتسوية الوضع، وبعاصمة الولاية، كما هو الحال بمتوسطة حي 800 مسكن التي لم يلتحق بعد تلاميذتها بمقاعد التدريس منذ الدخول المدرسي، على غرار بعض المؤسسات التربوية الأخرى، رصدنا نفس المشهد التراجيدي ببلديات الجهة الجنوبية بالخصوص بدائرة حاسي الرمل وقصر الحيران، إذ تبقى معضلة غياب التأطبر التربوي والبيداغوجي التي تنوعت حججها بين تحويلات الأساتذة وإحالة عدد أخر على التقاعد ونقائص أخرى تتعلق بغياب الترميمات وانطلاق البعض منها مع الدخول المدرسي ومشاكل تعترض المطاعم المدرسية، هي من تصنع الحدث في أوساط الأولياء المتذمرين من الوضع، الذي أرجعه محمد بن يحي مدير التربية بالولاية إلى تأخر الإعلان عن نتائج مسابقة توظيف المعلمين والأساتذة، التي ستسمح -حسبه- بسد الفراغ الحاصل في التأطير عن طريق توظيف 320 معلما وأستاذا خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو العدد الذي يرى المتتبعون للشأن التربوي أنه غير كاف لسد الخريطة التربوية مالم يتم تدعيم القطاع بمناصب إضافية تكون بمثابة الحد الفاصل لاحتجاجات الأولياء المتكررة بما في ذلك إضرابات الأساتذة الذين يدرسون وسط ضغط كبير زادت من حدته تزايد معدل الاكتظاظ بحجرات التدريس جراء نقص المناصب المالية التي دفعت مؤخرا بنقابة الكنابست بثانوية البج احمد بحاسي الرمل الإعلان عن مقاطعة الدراسة لغاية الإستجابة لمطالبهم.