السوق يدخله من إستطاع إليه سبيلا !! سمحت الجولة التي قادتها جريدة " البلاد " في أهم أسواق بيع المواشي بولاية الجلفة، ونحن على بعد أيام من عيد الأضحى المبارك، بالوقوف ومعاينة الإرتفاع الصاروخي للأسعار والذي تجاوزت حدود المعقول، حسب تصريحات العشرات من المتسوقين. تراوحت أسعار الكباش خلال هذا الأسبوع ما بين 40 ألف دينار جزائري و60 ألف، فيما وصل سعر النعجة إلى حدود 30 ألف دينار، وهي أسعار " صاروخية " ، حافظت على إستقرارها منذ مدة حسب تصريحات العديد من المتسوقين والتي جمعتها " البلاد " من سوق المواشي المتواجد بالمخرج الشمالي لعاصمة الولاية وكذا السوق عين الرومية المتواجد بتراب بلدية عين الإبل على بعد 35 كلم، وفي هذا الصدد، يجزم من يدخل سوق بيع المواشي، بأن الأسعار مبالغ فيها جدا، حيث لا يتوانى الموالين في تحديد سعر معين، يكون منطلق البيع، ليتطور هذا السعر ويبلغ مستويات قياسية، مؤكدين بأن إخضرار العام وتساقط الأمطار في عدد من المناطق، كان من المفروض أن يقابله إنخفاض في الأسعار، لكون أن المراعي تكون متشبعة والكلأ متوفر، وهوما يساعد الموالين، إلا أن العكس ما يحصل دائما، حيث تصل الأسعار إلى مستويات قياسية بمجرد تساقط الأمطار مع إقتراب المواسم الدينية كحال عيد الأضحى، في الوقت الذي توفر فيه الدولة والمصالح الفلاحية مادة الشعير الموجه لإستهلاك المواشي، بأسعار منخفضة في متناول الفلاحين والموالين، وصادف تواجدنا بسوق عاصمة الجلفة عودة العديد من المتسوقين على أعقابهم، بعد وقوفهم على حقيقة الوضع القائم، حيث أجزموا على أن الأسعار المعروضة ليست في متناول أي كان. " البلاد " في مقابل ذلك تحدثت إلى بعض الموالين، الذين أشاروا إلى أن الأسعار الحالية لا تساوي شيئا مع سهر الليالي والمعاناة التي يكابدونها في سبيل البحث عن مواطن الكلأ وتوفير الشعير، مؤكدين على أن " المخير فيهم " يبيع برأس المال ولا حديث عن الربح، ذاكرين بأن معظم الموالين تكبدوا خسائر فادحة سنة 2008، ولم يلتفت إليهم في حينها أي كان ومنهم من خسر جميع رؤوس أغنامه ومواشيه، جراء النقص الفادح في الشعير ومختلف الأعلاف في أغلب الأسواق والتجمعات التجارية ووصول سعر القنطار الواحد من الشعير في الأسواق السوداء خلال تلك المرحلة إلى حدود 4000 دينار جزائري في مقابل انعدام وانقراض مادة " النخالة " بشكل شبه كلي وإن وجدت تباع من وراء الستار بمبالغ تصل إلى حدود 2000 دينار جزائري، الأمر الذي كان من وراء تهديد وجود الآلاف من رؤوس الماشية التي لم تجد ما تتغذى به في ظل أزمة الجفاف وتراجع الأمطار المتسببة في تراجع النباتات الموسمية والأعشاب التي كان يلجأ إليها الموالين في مثل ظروف أزمة التزود بالشعير والأعلاف. الثابت في الأخير أن الداخل لسوق بيع المواشي بولاية الجلفة، ليس كالخارج منه، حيث يدخل بملامح ليخرج بأخرى، بعد معاينته ووقوفه على الأسعار التي عرفت هذه الأيام مستويات نارية ومجنونة، بينت بأن عيد الأضحى أضحى فقط للميسورين وأصحاب المال، خاصة وأن سعر نعجة عادية متوسطة الحجم قارب 35 ألف دينار جزائري، فيما تجاوز سعر الكبش حدود 50 ألف دينار جزائري بكثير كما تم سرده سابقا .