تتكبد بلدية وهران خسائر فادحة سنويا بسبب الفوضى السائدة في قطاع الإشهار وتقاعس مصالح البلدية عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنظيمه، حيث أفاد منتخبون بأن البلدية تسجل خسائر مالية كبيرة بسبب عدم استغلال المساحات الإشهارية وتخلف متعاملين عن دفع مستحقاتهم المالية، وقدرت الخسائر بأزيد من 100 مليار دينار تخسرها البلدية سنويا ويفترض أن تدخل في إطار أموال الجباية، وذلك كله بسبب عدم قيام مصالح البلدية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنظيم الإشهار واستغلال المساحات الإشهارية. حيث لازال مجال الإشهار وعائداته يشكل طابو بين منتخبي بلدية وهران، حيث يجهل جل المنتخبون طريقة تسيير المساحات الإشهارية واستغلالها والجهة المكلفة بذلك وإجراءات دفع المستحقات من طرف المشهرين، وهو الموضوع الذي أعطانا بعض المنتخبين إفادة موجزة حوله، تتلخص في أن بارونات الإشهار تكبد دار الأسدين خسائر فادحة بملايير الدينارات سنويا، وقدرت تلك الخسائر بأنها لا تقل عن 100 مليار دينار سنويا، قالت مصادرنا بأنه يمكن أن تعود بالنفع وإنجاز مشاريع وسكنات في صالح بلدية وهران. ورغم ذلك، فإن السبب يكمن في عدم تنظيم الإشهار، والتجاوزات الكبيرة المرتكبة بسبب عدم وجود إطار قانوني يتمثل في دفتر شروط ينظم العملية، وهو ما خلق مساحة لبارونات الإشهار والتسويق لممارسة نشاطهم بكل حرية وفوضى في ظل غياب أي مراقبة أو متابعة لهم، وهو ما مكن العديد من المتعاملين والمستثمرين ورجال الأعمال من التهرب من دفع مستحقات الإشهار عن نشاطاتهم ومنتوجاتهم في المساحات الإشهارية المتواجدة. وكان الوالي السابق لولاية وهران "عبد المالك بوضياف" قد نبه إلى مشكل الإشهار وفوضوية تسييره، حيث طلب بضرورة تنظيم القطاع، وهو ما جعل البلدية تعلن عن التحضير لإعداد دفتر شروط خاص بالعملية غير أن ذلك لم يتم، لتعلن البلدية مؤخرا مرة أخرى عن الشروع في إعداد دفتر شروط والإعلان عن مزايدة لاستغلال المساحات الإشهارية. وميدانيا، انعكس ذلك على فوضى الإعلانات والملصقات الإشهارية، حيث لاتزال العديد من الأعمدة الإشهارية بأحياء مدينة وهران فارغة منذ مدة طويلة مكتوب عليها "مساحة إشهارية للاستغلال"، بينما تعرض بعضها للتلف، وهو ما كرس اللجوء لطرق "بدائية" وعشوائية" من طرف العديد من المؤسسات والمستثمرين للإعلان عن نشاطاتهم أو الترويج لمنتجاتهم، حيث طالت الملصقات الإشهارية جدران الشوارع وواجهات الحافلات والأبواب، وخير دليل على ذلك عملية الإعلان عن الطبعة السابق لمرهجان الفيلم العربي التي اختتمت الأسبوع الماضي، حيث غزت ملصقات شعار المهرجان والإعلان عنه شوارع الباهية بشكل عشوائي.