فوضى عارمة في مطار واغادوغو، شجارات بين الأنصار وأول رحلة أقلعت في منتصف الليل عمت فوضى عارمة في مطار واغادوغو ببوركينافاسو أول أمس بعد نهاية مباراة الخيول أمام الخضر، حيث حاول كل فوج من الأنصار أن يملي قوانينه على بقية المشجعين لكي يضمن مكانا له في الرحلة الأولى التي كانت ستغادر العاصمة واغادوغو والتي كان موعد إقلاعها مبرمجا على الساعة الثامنة والنصف بتوقيت الجزائر أي السابعة والنصف بتوقيت بوركينافاسو. لكن الفوضى التي عمت جعلت الأمور تختلط على مسؤول الرحلات الخاص بشركة الخطوط الجوية الجزائرية ببوركينافاسو الذي لم يجد ضالته في ظل انعدام التنظيم. والتحق جميع الأنصار دفعة واحدة بالخيمة التي تم تنصيبها بمطار واغادوغو تم وضعها لخدمة أنصار المنتخب الوطني في حدود الساعة الثامنة مساء، لأن المسافة بين الملعب والمطار طويلة. كما أن احتفال مشجعي الخيول بتحقيق الفوز على الخضر عرقل نوعا ما حركة المرور بالعاصمة واغادوغو. ومباشرة بعد التحاقهم بالمطار، بدأ الجميع يبحث عن شرطة الحدود حتى يختموا جوازات سفرهم، لكن الشرطة البوركينابية تأخر موعد وصولها إلى غاية الساعة التاسعة، ومباشرة بعد وصولهم طالبوا الجزائريين بتنظيم طوابير ليتم ختم جوازات سفر مسافري الرحلة الأولى ثم الثانية والثالثة بعد ذلك وصولا إلى الرحلة الأخيرة. لكن الأنصار رفضوا الانصياع للأوامر وحاول كل مناصر أن يمر قبل الآخرين، مما عجل بانسحاب شرطة الحدود الذين هددوا بعدم ختم الجوازات والإبقاء على الأنصار بمطار واغادوغو. بعض أشباه الأنصار شوهوا سمعة الجزائر ببلد الخيول قام بعض أشباه الأنصار بتصرفات يندى لها الجبين قبل إقلاع الرحلة الأولى، أخلطوا بموجبها كامل الأمور على المنظمين وحتى على الشرطة البوركينابية، حيث قام هؤلاء بتسلق نوافذ الحافلات لكي يضمنوا أماكن لهم تمكنهم من التوجه إلي الطائرة، وحاول هؤلاء أن يساعدو زملاءهم وقطعوا الطريق أمام مناصرين آخرين مما عجل بدخولهم في ملاسنات ثم شجارات عجزت الشرطة البوركينابية عن تشتيتها، ولولا تدخل بعض العقلاء لوصلت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. البعض الآخر حاول اختراق الحاجز الأمني والذهاب إلى الطائرة مشيا على الأقدام يبدو أن تواجد أنصار الخضر في بلد فقير ويمتاز بطيبة سكانه، جعل البعض من أنصار المنتخب الوطني يقومون بتصرفات غير معقولة، لا يمكن أن تنطبق عليها نظرية الغاية تبرر الوسيلة، حيث قرر البعض منهم تخطي الحاجز الأمني الذي وضعته الجمارك البوركينابية لمراقبة المسافرين وحاولوا أن يقفزوا من البوابة الأخيرة التي تفصل حدود الجمارك البوركينابية عن أرضية مطار واغادوغو، وعرضت هذه المجموعة من الأنصار نفسها للخطر، بدليل أن شرطة الحدود هددت بإطلاق النار عليهم، ولولا تدخل مسؤول الرحلات التابع لشركة الخطوط الجوية الجزائرية لدخل هؤلاء في تعداد الموتى. السلوكات غير حضارية حتى في ركوب الحافلة بعد مفاوضات عسيرة بين مسؤول الرحلات التابع لشركة الخطوط الجوية الجزائرية والسائق المكلف بنقل الأنصار من المطار لغاية الطائرة، وافق هذا الأخير على نقل هؤلاء وفتح باب الحافلة أمامهم، لكن هذا القرار كلفه غاليا حيث إن اندفاع الأنصار نحو باب الحافلة تسبب في زحمة لا مثيل لها، وفي الوقت نفسه قام البعض الآخر من الأنصار بفتح نوافذ الحافلة لكي يضمنوا لأنفسهم أماكن ليكونوا صمن الرحلة الأولى وكان ذلك أمام أعين شرطة الحدود الذين لم يكونوا ينتظرون ردة فعل مماثلة لأنصار الجزائر الذين كان يضرب بهم المثل. سيناريو أم درمان أعاد نفسه في واغادوغو كان أنصار المنتخب الوطني قد دونوا بصمتهم من قبل وتحديدا يوم 18 نوفمبر بالسودان في المباراة الفاصلة بين المنتخب الجزائري والمصري والتي تأهل بموجبها الخضر إلي كأس العالم، حيث قام البعض من أشباه الأنصار بتخريب بعض الجوانب من مطار السودان بسبب التدافع والرغبة في ركوب الطائرات قبل الآخرين، وهو السيناريو نفسه الذي عاشه الأنصار في رحلة العودة من واغادوغو أول أمس، لكن لحسن الحظ أن هذه المرة قامت الدولة الجزائرية بأخذ كامل احتياطاته وسخرت خيمة مكيفة لأنصار المنتخب الوطني لا يتم تهشيم زجاجها ولا حتى تكسير بعض الأمور الداخلية فيها. وحسب مصدر موثوق فإن الدولة الجزائرية وبالتعاون مع وزارة الخارجية، كانت قد كلفت سفير الجزائر ببوركينافاسو بتنصيب تلك الخيمة وتجهيزها بالتكييف اللازم كما اشترت الدولة الجزائرية الكراسي التي كانت داخل الخيمة، حتى تضع المناصر الجزائري في ظروف مواتية وتسمح له بمناصرة الخضر والعودة إلي الديار دون أي مشكل. رؤساء الرابطات الجهوية والممثلون وبعض الشخصيات الأخرى أقسموا على عدم التنقل مجددا مع الأنصار لم تجد بعض الشخصيات البارزة التي تلقت دعوة الفاف للتنقل إلى واغادوغو لمشاهدة مباراة الخضر أمام الخيول ضالتها بسبب الفوضى التي عمت بمطار واغادوغو في رحلة العودة، على غرار رئيس الرابطة الجهوية للجزائر حموم خليل الذي أقسم بأغلظ الأيمان على عدم التنقل في نفس الرحلة التي يتم برمجة فيها الأنصار مع الخضر. شأنه في ذلك شأن بعض الممثلين الآخرين والمطربين والوجوه الفنية البارزة في شاكلة ممثلة "ستار أكاديمي" ريم غزالي التي انتقدت التنظيم بشدة، ووعدت بعدم التنقل مجددا مع الأنصار مجددا، خاصة في المواعيد المحددة. سيناريو آخر بعد ركوب الطائرة والرحلة كادت تلغى بمجرد ركوبهم الطائرة، خلد البعض من أنصار الخضر للنوم وهو أمر عادي لكن الأمر غير المعقول الذي حدث يكمن في ردة فعل البعض من هؤلاء المشجعين الذين اتخذوا من كراسي الطائرة مرقدا لهم، وحرموا بقية الأنصار من الجلوس فيها، وهو ما استددعى موضيفي الطائرة التدخل من أجل إعادة الأمور إلي نصابها والسماح للجميع بالالتحاق بأمكانهم. أول رحلة للأنصار غادرت مطار واغادوغو في منتصف الليل بعد عناء ومشقة طويلة وسيناريو مرير عاشه أنصار الخضر في ليلة حالكة بواغادوغو، غادرت أول طائرة مطار واغادوغو في حدود منتصف الليل متجهتا إلى الجزائر، فوصلت في حدود الساعة الرابعة صباحا. الدولة لم تبخل بشيء ووضعت حتى الحافلات في خدمة الأنصار بمطار هواري بومدين سخرت الدولة الجزائرية وبأوامر من فخامة رئيس الجمهورية كل الظروف تحت تصرف المناصر الجزائري، وذلك منذ إقلاعه أرضية مطار هواري بومدين إلى غاية وصوله إلى واغادوغو والشيء نفسه بالنسبة لرحلة العودة، حيث لم تبخل الدولة بأي شيء، والدليل القاطع على ذلك هو وضعها حافلات تابعة لشركة "الراستيا" لنقل الأنصار فور وصولهم إلى أرض الوطن إلى المحطة البرية بالخروبة. بين هذا وذاك، يبقى المناصر الجزائري مطالبا بالتصرف بطريقة حضارية حتى يكون أحسن سفير لبلده في الدول الأخرى، خاصة في حال تأهل الخضر إلي مونديال البرازيل، حيث سيكون مطالبا بمنح البرازليين صورة جيدة عن الشعب الجزائري. الرحلتان الأخيرتان للأنصار كادتا تلغيان بسبب تعطل جرار الطائرة انطلقت الطائرتان الأخيرتان للأنصار في وقت جد متأخر أي في حدود الساعة الرابعة صباحا بسبب تعطل جرار الطائرات الذي لم يتمكن من جر الطائرتين الأخيرتين التابعتين لشركة الخطوط الجوية الجزائرية اللتين تم وضعهما داخل المستودع التابع للجيش البوركينابي بالمطار، وكادت رحلتا الأنصار تلغيان لولا المجهودات المبذولة من طرف فرع الخطوط الجوية الجزائرية بواغادوغو الذي قام بجهد كبير لحل المشكل وتمكين الأنصار من مغادرة الأراضي البوركينابية.