استيقظت العاصمة البوركينابية واغادوغو ومعها مطار المدينة على وقع صيحات مناصري المنتخب الجزائري الذين تنقلوا لتشجيع الخضر في المواجهة التي لعبت أمس بين المنتخب الجزائري والمنتخب البوركينابي، صانعين الحدث أمس في شوارع وملعب 4 أوت. أولى الطائرات أقلعت في السادسة صباحا وحطت في 9:30 حطت أولى الطائرات التي حملت معها مناصرو المنتخب الجزائري في حدود الساعة التاسعة والنصف بالتوقيت المحلي بعد حوالي 4 ساعات من التحليق في السماء وقد كانت تلك الطائرة تضم بعض المناصرين ورجال الإعلام ممن تكفلت شركة نجمة للاتصالات بنقلهم إلى واغادوغو للتأكيد أنها الراعي الرسمي والمساند الرسمي للمنتخب الجزائري في مختلف خرجاته منذ حوالي 4 سنوات. "وان توثري فيفا لالجيري" دوت مطار واغادغو لعل العبارة الأكثر تداولا في مطار واغادوغو صبيحة أمس هي عبارة "وان تو ثري فيفا لالجيري" التي دوت أرجاء المطار، حيث ظل أنصار الخضر الذين تنقلوا بقوة إلى بوركينافاسو يرددونها دون ملل أو كلل ليجلبوا إليهم أنظار بعض المسافرين الأجانب الذين استفسروا عن سبب تواجد الأنصار ليبطل عجبهم بعدما عرفوا السبب والذي هو قرب مباراة السد المؤهلة للمونديال. صنعوا الفرجة بمطار هواري بومدين قبل إقلاع الطائرات قبل أن يصلوا إلى قاعة الركوب ومنها إلى الطائرات التي أقلتهم نحو واغادوغو، صنع مئات المناصرين الفرجة ببهو المطار وهم مرتدون أقمصة وبذلات المنتخب الجزائري رافعين الأعلام الوطنية في مشاهد تذكر بسفرية أم درمان رغم أن العدد قليل مقارنة بما حدث قبل 4 سنوات، هذا وتمنى جميع من كان حاضرا في المطار التوفيق التشكيلة الوطنية وعودة المناصرين سالمين إلى الأراضي الوطنية. مطار هواري بومدين بالعاصمة عاش حالة استنفار بوجودهم منذ ساعات مبكرة من صبيحة أمس عاش المطار الدولي هواري بومدين ومعه مسؤولو وأعوان شركة السياحة والأسفار تورينغ حالة استنفار قصوى بتواجد حوالي ألف مناصر أصروا على أن يسمعوا صوتهم للجزائريين وليؤكدوا وقوفهم الدائم إلى جانب المنتخب بقطعهم لآلاف الكيلومترات حتى يكونوا اللاعب رقم 12 ويمنحوا اللاعبين دعما معنويا في أدغال إفريقيا. الأنصار كسروا زجاجا في المطار والشرطة تدخلت بالنظر إلى حالة الاستنفار التي عاشها مطار هواري بومدين، وحضور عدد كبير من الأنصار في المطار دفعة واحدة، تسبب الحاضرون في تكسير زجاج كبير في المطار، وهو ما استدعى تدخل رجال الشرطة السريع من أجل تفريق الأنصار وتنظيمهم من جديد لأجل الركوب بدون أي مشاكل. إجراءات الدخول كانت سهلة جدا وأنصار الخضرصنعوا لوحة جميلة رغم أن مطار واغادوغو يعتبر صغيرا ولا يقارن حتى بأصغر مطارات الجزائر، إلا أن ذلك لم يمنعه من استقبال ألف مناصر جزائري وصلوا صبيحة أمس إلى بوركينافاسو، حيث وبعدما كان الهدوء يخيم عليه تحول في ظرف لحظات عقب وصول مناصري الخضر إلى موطن للضجيج يشبه الملاعب بتواجد مشجعين استعادوا أنفاسهم وأطلقوا العنان لصيحاتهم معلنين بذلك قرب موعد اللقاء الذي يكتسي أهمية كبيرة لكلا المنتخبين. المناصرون قاموا باستفزاز عناصر الشرطة رغم أن غالبيتهم لا يتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة إلا أن أنصار المنتخب الجزائري كانوا جد راضين عن خروجهم بطريقة سهلة جدا، بعدما وفرت الدولة البوركينابية للجزائريين خيمة خاصة من أجل الخروج منها من دون أي مشاكل، إلا أنهم استفزوا عناصر الشرطة وحتى الجمارك البوركينابية بإشارات يدوية تؤكد فوز المنتخب الجزائري بنتيجة هدفين أو ثلاثة أهداف دون مقابل على حساب الخيول، لكن ذلك لم يكن ليحرك ساكنا في نفوس البوركينابيين الذين أكدوا برودة أعصابهم وأنهم من بين أطيب سكان القارة السمراء، حيث تجلى ذلك من خلال عبارات الترحيب والابتسامات التي كانوا يوزعونها كلما شاهدوا جزائريا يلج بهو مطار واغادوغو. بعض أصدقائهم كانوا في انتظارهم ببهو المطار بعد إنهائهم الإجراءات الإدارية اللازمة للدخول إلى الأراضي البوركينابية، تفاجأ الكثيرون ممن وصلوا صبيحة أمس إلى مطار واغادوغو بتواجد عشرات المناصرين الجزائريين الذين سبقوهم إلى العاصمة البوركينابية على متن رحلات خاصة في انتظارهم في مشهد يؤكد تلاحم مشجعي الخضر الذين ظلوا يتبادلون أطراف الحديث ويروون لهم القصص التي عايشوها خلال الأيام القليلة الفارطة مع مجتمع طيب لا يمس زوار بلده بأي أذى. ريم غزالي، الشاب توفيق ورضا سيتي 16 والشابة صونيا تنقلوا مع الأنصار هذا وقد عرفت الطائرات التي أقلت أنصار المنتخب الوطني تنقل الرباعي الفنان ريم غزالي نجمة ستار أكاديمي، والشاب توفيق فضلا عن رضا سيتي 16 مغني الراب، والشابة صونيا، الذين تفاعلوا كثيرا مع الأنصار وأكدوا أنهم مناصرون أوفياء للمنتخب الوطني. حافلات مكيفة نقلت الأنصار من المطار إلى ملعب 4 أوت مثلما كان متفقا عليه من البداية، وجد أنصار المنتخب الجزائري الذين تنقلوا إلى واغادوغو، حافلات كبيرة ومكيفة في انتظارهم بالمطار، نقلتهم إلى الملعب مباشرة، وهم الذين وصلوا قبل بداية اللقاء بحوالي 6 ساعات، بقوا فيها في المدرجات إلى غاية بداية المواجهة. المنظمون طالبوا الأنصار بالعودة في نفس الحافلات التي أقلتهم هذا وقد أصر المنظمون الذين تنقلوا مع الأنصار على أن يوجهوهم عند الوصول إلى بوركينافاسو، مؤكدين لهم أن الحافلة التي تنقلوا فيها هي نفسها التي سيعودون فيها من الملعب إلى المطار، كي لا يتم الخلط بين الأنصار وكي لا تحدث مشاكل في نقلهم إلى المطار. البوركينابيون تفاجؤوا بالعدد الكبير لأنصار الخضر نقطة يجب أن نشير إليها في حديثنا عن مناصري المنتخب الجزائري الذين أصبحوا يصنعون الحدث عبر مختلف ملاعب العالم وهي أن البوركينابيين تفاجؤوا بالعدد الكبير لمناصري الخضر الذين قدموا خصيصا لمتابعة اللقاء وتشجيع رفقاء تايدر في مباراة ذهاب الدور الفاصل المؤهل لمونديال البرازيل وهو نفس الانطباع الذي سجلناه لدى بعض اللبنانيين الذين يقطنون هنا بواغادوغو، حيث أكدوا انبهارهم بما يفعله مناصرو المنتخب الجزائري. قادة الشافي وفلاح صنعوا أجواء رائعة مع الأنصار في الطائرة وكعادته وفي كل مرة يتنقل المنتخب الوطني للعب مواجهات كبيرة، صنع قادة الشافي رئيس جمعية راديوز وعضو المكتب الفدرالي للفاف الحدث في طائرة نجمة، حيث جلب الشافي معه أحد أنصار مولودية وهران والذي لم يسبق له ركوب الطائرة من قبل، حيث ومباشرة بعد امتطائه للطائرة، صنع فلاح أجواء رائعة جعلت العام والخاص يستمتع بنكته والأدهى والأمر من ذلك أن فلاح رفض الانصياع لأوامر المضيفين، ولولا إلحاح قادة الشافي الذي طلب من فلاح الجلوس لما انصاع الأخير لأوامر المضيفين. المناصر فلاح تحصل على قيمة كبش العيد من طرف الأنصار بعدما أمتعهم في الطائرة وأضفى عليها أجواء رائعة، قام أنصار المنتخب الوطني بالتبرع بقيم مالية مختلفة للمناصر فلاح، هذا الأخير الذي لم يتمالك نفسه وذرف الدموع، كما دعا هذا الأخير لرئيس الجمهورية بالشفاء وقال أنه أول من سيساند فخامة رئيس الجمهورية في العهدة الرابعة، هذا وأكد لنا فلاح أن الفضل في تنقل هؤلاء الأنصار إلى بوركينافاسو يعود للدولة وبأوامر من فخامة رئيس الجمهورية الذي ألح على ضمان جسر جوي يقوم بنقل الأنصار لمساندة الخضر أمام الخيول. الكاميرات ممنوعة في مطار واغادوغو ثارت ثائرة الشرطة البوركينابية بمجرد وصول أول طائرة جزائرية إلى العاصمة واغادوغو والشروع في نزول الأنصار منها، حيث رفض هؤلاء استعمال بعض القنوات الفضائية للكاميرات وطالبوا بإخفائها.