أكد الرئيس المدير العام لمجمع الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز، نور الدين بوطرفة، أن التحدي الذي يواجه سونلغاز خلال السنوات القليلة المقبلة يتمثل في ترقية التسيير من خلال تطوير كفاءات الموارد البشرية المحلية قصد ضمان تحقيق رهان تحسين نوعية الخدمات المقدمة للزبائن. وأوضح المتحدث، خلال إشرافه على عرض حصيلة نشاط العام الماضي، أن سونلعاز استثمرت ما يفوق 9 بالمائة من حجم مجمل الأجور في تكوين الإطارات، المسيرين والأعوان، وهو الغلاف المالي الذي وصفه بالضخم، على الرغم من أنه أضاف أنه لابد من تدعيمه في سياق تحقيق الأهداف المسطرة. وفي هذا الشأن، كشف بوطرفة أن الأعطاب التي تقع حاليا لأسباب مختلفة عادة ما لا تتمكن الكفاءات المحلية من علاجها، نظرا لكونهم لم يشرفوا على إنجاز المشاريع الخاصة بها، وهو الأمر الذي كثيرا ما يضطرهم للجوء إلى المؤسسات والخبرات الأجنبية المطلعة على المشروع والتي تتلقى في غالب الأحيان التوجيهات من طرف مؤسستها الأم خارج الوطن، وهي الوضعية التي اعتبرها المتحدث خطيرة، ولا يمكنها أن تستمر بأي شكل من الأشكال، إذ من شأنها رهن تسيير الطاقة الجزائرية من طرف أيدي خارجية. وفي هذا الإطار يندرج القانون الجديد للصفقات العمومية الذي تبنته الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز مؤخرا، تجسيدا لإعطاء الأولوية للكفاءات والشركات الوطنية على حساب نظيرتها الأجنبية، قصد تطوير مساهمتها في مجال تسيير وتوزيع الكهرباء والغاز، وهي المؤشرات التي تؤخذ بعين الاعتبار في تحديد كيفيات حصول المؤسسات على المشاريع، حيث أشار بوطرفة إلى أن البعض من الصفقات المعلن عنها تمنح للشركات الجديدة، التي عادة ما لا تتمكن من الحصول عليها بسبب الشروط المطلوب توفرها والتي تتعلق بالدرجة الأولى بالخبرة، ليضيف أن سونلغاز قررت ضمن هذا المسعى عدم اللجوء إلى فتح المشاركة في المناقصات لمكاتب دراسات أجنبية إلا بعد تأكدها من عدم وجود مكاتب دراسات محلية يمكنها القيام بنفس المهام. على صعيد آخر، ذكر المتحدث أن مجمع سونلغاز يسعى خلال السنوات القليلة المقبلة إلى التوجه إلى الطاقات البديلة، كما هو الشأن بالنسبة للطاقة الشمسية كمصدر هام لإنتاج الطاقة الكهربائية، بينما أشار إلى أن ذلك يتعلق بالدرجة الأولى بحل مشكل الأوعية العقارية، على اعتبار أن إنتاج 1 ميغا واط يتطلب 3 هكتار من الأراضي. وأوضح أن موقع القطع الأرضية الضرورية لهذا الغرض مهم جدا، كون استعمال مناطق جنوب الوطن يفترض استثمارات أخرى تتعلق بآليات نقل الطاقة. وطمأن نور الدين بوطرفة من ناحية أخرى زبائن المجمع بعدم حدوث انقطاعات للتيار الكهربائي التي يتسبب فيها نقص المخزون جراء الاستهلاك المفرط للطاقة خلال موسم الصيف، في حين أشار أن بعض الأعطاب قد تقع بسبب رداءة الأحوال الجوية، أو الأشغال والورشات التي قال إنها تهدد شبكة الكهرباء والغاز، وذكر في هذا الصدد بالمشاريع العمومية التي أعلنت عنها الحكومة في إطار تنفيذ المخطط الخماسي المقبل، والتي قد تكون كما قال وراء التسبب في بعض الانقطاعات. ودون أن يكشف حجم المستحقات المالية المترتبة على زبائن سونلغاز، قال بوطرفة إن السرقة المستمرة للطاقة والاعتداء المتواصل على شبكة الكهرباء، تؤثر مباشرة على تحسين الخدمة المقدمة، جراء تسخير الجهود في استرجاع تلك المستحقات وإيجاد الآليات الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة، في إشارة إلى استعمال ما يطلق عليها بالعدادات الذكية بالنسبة لزبائن التوتر المتوسط الذين يمثلون حوالي 30 بالمائة من مجمل الزبائن. بينما قال إن حل هذا الإشكال يبقى صعبا بالنسبة للزبائن العاديين، كونه يتعلق بالمقام الأول بثقافة المستهلك، موضحا أن الإجراءات العقابية على غرار قطع التيار عن الزبائن غير الملتزمين بدفع مستحقاتهم عادة ما يكون دون فائدة، على اعتبار أن شركات المناولة التي تقوم بهذه المهمة لا تتمتع بالصرامة اللازمة.